كشف ملفات إبستين وماكسويل: كيف استغلت ماكسويل المراهقات لصالح إبستين؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصدرت وزارة العدل الأمريكية مؤخرًا آلاف الوثائق المتعلقة بالتحقيقات في جرائم الاتجار بالجنس التي ارتكبها الملياردير الأمريكي جيفري إبستين وصديقته السابقة، غيسلين ماكسويل.

 تكشف الملفات كيف استخدمت ماكسويل أساليب نفسية معقدة لاستدراج الفتيات المراهقات إلى عالم إبستين، حيث تعرضن للاعتداء الجنسي، وكيف لعبت دور الوسيط الرئيس في تسهيل هذه الجرائم.

إقناع الفتيات وجذبهن إلى محيط ابستين

تشير الوثائق إلى أن ماكسويل كانت تتمتع بقدرة كبيرة على إقناع الفتيات وجذبهن إلى محيط إبستين، مستخدمةً أسلوبًا يجمع بين المودة الزائفة والمراوغة النفسية. في البداية، كانت الفتيات يشعرن بالراحة والثقة تجاهها، إذ كانت تتصرف وكأنها صديقة مقربة أو أخت أكبر. 

كما أن هذا الأسلوب منح الضحايا شعورًا زائفًا بالأمان، ما ساعدها على إقناعهن بالمجيء إلى منزل إبستين أو السفر معه.

وتصف إحدى الضحايا في الملفات كيف كانت ماكسويل تظهر اهتمامًا مزيفًا بمشاكل الفتيات، وتستمع إليهن بشكل متقن، ما جعل الفتيات يثقن بها ويعتبروها شخصية داعمة في حياتهن. 

ومع الوقت، كانت ماكسويل توجه الفتيات للقيام بما يُطلب منهن، بما في ذلك التدليك أو التفاعل الجنسي مع إبستين، وأحيانًا كانت حاضرة أثناء الاعتداء لتشجيع الضحايا على الامتثال.

الوثائق تظهر أيضًا أن ماكسويل كانت تستغل الديناميكيات العاطفية بين الضحايا وإبستين لتعزيز السيطرة عليهن. إذ كانت تجعل الضحايا يشعرن بأن إبستين وماكسويل "يهتمان بهن" و"يشعران وكأنهما عائلتهن"، وهو ما ساعد في خلق شعور بالامتنان والخضوع، رغم الاعتداءات الجنسية المتكررة.

تؤكد هذه الملفات أن أسلوب ماكسويل لم يكن عشوائيًا، بل كان جزءًا من استراتيجية محكمة لضمان استمرار إبستين في استهداف الفتيات دون معارضة أو إفصاح. كما تتطابق شهادات الضحايا في هذه الوثائق مع شهادة الضحية المعروفة باسم "جين"، التي أكدت تعرضها للاعتداء الجنسي منذ سن 14 عامًا، بحضور ماكسويل أحيانًا، وهو ما يعكس نمطًا متكررًا في جرائم الشبكة الإجرامية لإبستين.

وتعكس هذه الملفات حجم المخاطر النفسية والاجتماعية التي واجهتها الضحايا، فضلًا عن دور ماكسويل المحوري في تعزيز قدرة إبستين على تنفيذ جرائمه على مدار سنوات. وتشير السلطات الأمريكية إلى أن الكشف عن هذه الملفات جزء من جهود مستمرة لمحاسبة المسؤولين عن شبكة الاتجار بالجنس وتقديمهم إلى العدالة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، كما توفر الضحايا فرصة لتوثيق قصصهن وإيصال صوتهن إلى الرأي العام.

تجدد هذه الوثائق الضوء على أهمية متابعة الجرائم المنظمة ضد الأطفال والمراهقين، وإظهار أساليب التحكم النفسي التي يستخدمها المتورطون لاستغلال الضحايا، وكذلك على ضرورة تضافر الجهود القانونية والمجتمعية لمكافحة هذه الانتهاكات وحماية الفئات الأضعف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق