بعد سنوات من الإحباط عاد الأمل من جديد لآلاف الخريجين من جامعة الأزهر، بإصدار الجامعة بيانا مؤخرًا، والذي أعاد ملف تعيين المعيدين إلى الواجهة، ووضع حدًا لحالة الجدل والشائعات التي سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية.
سنوات من الانتظار والقلق
منذ عام 2016، يعيش عدد كبير من أوائل خريجي جامعة الأزهر حالة من الترقب المستمر، في ظل تأخر تعيينهم كمعيدين، وتراكم الدفعات عامًا بعد عام حتى وصلت إلى دفعات 2024، هذا التأخير خلق حالة من الإحباط لدى كثيرين، وفتح الباب أمام شائعات متكررة حول رفض الجامعة للدرجات المالية أو عدم رغبتها في تعيين أوائل خريجيها.
لكن بيان جامعة الأزهر جاء ليكسر هذه الحلقة، مؤكدًا أن تلك الادعاءات لا تستند إلى أي دليل، وأن الجامعة في حاجة ماسة إلى أوائل الخريجين باعتبارهم الأساس الذي تقوم عليه منظومة التعليم الجامعي.
ما الذي قاله البيان للمعيدين صراحة؟
أوضح البيان أن جامعة الأزهر لم ترفض يومًا تعيين المعيدين، ولم ترد درجات مالية مخصصة لهم، بل على العكس، تبذل جهودًا متواصلة في مخاطبة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة من أجل توفير الدرجات المالية اللازمة لتعيين أوائل الخريجين المتراكمة.
كما كشف البيان عن نقطة محورية، وهي وجود لجنة دائمة مشتركة بين الجامعة والجهاز المركزي، انتهت من حصر احتياجات الجامعة من المعيدين وأعضاء الهيئة المعاونة حتى عام 2030، في خطوة تعكس وجود تخطيط مؤسسي طويل الأمد، وليس حلولًا مؤقتة.
بين البيان والواقع.. أين يقف المعيدون الآن؟
رغم ما حمله البيان من رسائل طمأنة، لا يزال السؤال الأبرز لدى الخريجين: متى تتحول هذه التصريحات إلى قرارات تعيين فعلية؟
والواقع أن ملف تعيين المعيدين لا يرتبط بقرار الجامعة وحدها، بل يتطلب تنسيقًا مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، واعتماد درجات مالية وفق ضوابط وإجراءات قانونية محددة.
وهو ما أكدته الجامعة بوضوح، مشيرة إلى أنها في انتظار ما سيعلنه الجهاز المركزي من إجراءات خلال الفترة المقبلة، بعد الانتهاء من حصر الاحتياجات ورفعها رسميًا.
لماذا يمثل المعيدون قضية محورية للأزهر؟
تمثل فئة المعيدين العمود الفقري لمستقبل جامعة الأزهر، فهم الحلقة الأولى في السلم الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس. وتأخر تعيينهم لا يؤثر فقط على الخريجين أنفسهم، بل يمتد أثره إلى جودة التعليم، والبحث العلمي، وقدرة الجامعة على سد العجز في الكوادر التدريسية.
كما أن جامعة الأزهر، بما تضمه من عدد كبير من الكليات والطلاب، تحتاج باستمرار إلى دماء جديدة قادرة على مواكبة التطور العلمي والتعليمي، وهو ما يجعل تعيين المعيدين ضرورة لا رفاهية.
رسالة أمل ولكن بحذر
يحمل بيان جامعة الأزهر رسالة أمل حقيقية للمعيدين المنتظرين، لكنه في الوقت نفسه يضع الأمور في إطارها الواقعي، حيث ترتبط الخطوات التنفيذية بقرارات الجهات المختصة. ومع ذلك، فإن الإعلان عن خطة ممتدة حتى 2030 يُعد مؤشرًا إيجابيًا على أن الأزمة لم تعد مُهملة، بل باتت قيد الدراسة والتنفيذ.


















0 تعليق