في ظل تزايد أعداد المصابين بداء السكري حول العالم، تتجه الأنظار بشكل متزايد نحو الأنظمة الغذائية الصحية التي تساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم دون حرمان المرضى من متعة الطعام والشراب.
وتعد العصائر الطبيعية واحدة من أكثر العناصر الغذائية التي يثار حولها الجدل، خاصة مع الاعتقاد الشائع بأنها تؤدي تلقائيا إلى ارتفاع الجلوكوز، إلا أن الدراسات والتوصيات الغذائية الحديثة تؤكد أن هناك عصائر معينة يمكن تناولها بأمان عند تحضيرها واختيار مكوناتها بشكل صحيح.
الخبراء في التغذية العلاجية يشددون على أن العصائر المناسبة لمرضى السكري لا تعتمد فقط على نوع الفاكهة أو الخضروات، بل على طريقة التحضير، والكميات، ومدى احتوائها على الألياف الطبيعية التي تُبطئ امتصاص السكر في الدم، وتحسن استجابة الجسم للأنسولين.
عصائر منخفضة المؤشر الجلايسيمي.. خيار ذكي لمرضى السكري
تشير التوصيات الصحية إلى أن العصائر المصنوعة من الخضروات الورقية مثل السبانخ والخيار والكرفس تعد من الخيارات الآمنة، نظرا لانخفاض مؤشرها الجلايسيمي، فضلا عن احتوائها على مضادات أكسدة تساعد في تقليل الالتهابات المرتبطة بمضاعفات السكري.
كما يُنصح بعصير الطماطم الطبيعي غير المملح، لما يحتويه من فيتامينات ومعادن تدعم صحة القلب، وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى السكري المعرضين لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
فواكه مسموحة ولكن بشروط
رغم التحذيرات الشائعة، فإن بعض الفواكه يمكن إدخالها ضمن العصائر الخاصة بمرضى السكري بشرط الاعتدال، مثل التوت بأنواعه، والفراولة، والجريب فروت، حيث تمتاز بانخفاض نسبة السكر وارتفاع محتواها من الألياف.
ويؤكد المختصون أن إضافة قشر الفاكهة أو اللب الكامل عند الخلط، بدلًا من تصفية العصير، يساهم في الحفاظ على الألياف الغذائية التي تلعب دورا رئيسيًا في ضبط مستوى الجلوكوز ومنع الارتفاع المفاجئ في السكر بالدم.
فوائد صحية تتجاوز تنظيم السكر
لا تقتصر فوائد العصائر المناسبة لمرضى السكري على التحكم في الجلوكوز فقط، بل تمتد لتشمل دعم جهاز المناعة، وتحسين الهضم، والمساهمة في إنقاص الوزن، خاصة عند استبدال العصائر الصناعية المحلاة بتلك الطبيعية.
كما تساعد بعض العصائر، مثل عصير الليمون مع الزنجبيل أو القرفة، في تحسين حساسية الأنسولين، وهو ما ينعكس إيجابا على استقرار مستويات السكر على المدى الطويل.
نصائح مهمة قبل تناول العصائر
يوصي الخبراء بتجنب إضافة السكر أو العسل أو المحليات الصناعية، مع ضرورة الالتزام بكميات معتدلة، ويفضل تناول العصير في الصباح أو مع وجبات الطعام لتقليل تأثيره على مستويات الجلوكوز.
كما ينصح مرضى السكري بمتابعة قياسات السكر بعد تناول العصائر، لمعرفة تأثير كل نوع على أجسامهم، حيث تختلف الاستجابة من شخص لآخر.












0 تعليق