تعرضت شركة «إنوسبيس» الكورية الجنوبية الناشئة لانتكاسة كبيرة بعد فشل أول محاولة إطلاق مداري في تاريخها، عقب إخفاق صاروخها «هانبيت-نانو» في الوصول إلى المدار، في حدث شكّل ضربة لطموحات القطاع الخاص الكوري في مجال الفضاء.
وقد جرى الإطلاق من مركز ألكانتارا الفضائي في البرازيل، لكنه انتهى بعد نحو دقيقة واحدة فقط من الإقلاع.
تفاصيل الإطلاق الفاشل من البرازيل
انطلق صاروخ «هانبيت-نانو»، الذي يبلغ طوله نحو 57 قدمًا، في تمام الساعة 8:13 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وكان يحمل مجموعة من الأقمار الصناعية الصغيرة لصالح عملاء من البرازيل والهند، إلا أن الصاروخ سرعان ما فقد استقراره وسقط عائدًا إلى الأرض بعد وقت قصير من الإقلاع، ما حال دون إتمام أول مهمة مدارية خاصة لشركة كورية جنوبية.
خلل بعد الإقلاع وغياب تفسير رسمي
ووفقًا لتقارير متخصصة، وقع الخلل بعد فترة وجيزة من الإطلاق، دون صدور تفسير فني واضح حتى الآن.
وأقرت «إنوسبيس» بوجود خلل أثناء البث المباشر، قبل أن تُنهي التغطية بشكل مفاجئ، على أن يتم لاحقًا الإعلان عن نتائج التحقيق في أسباب الفشل.
تأجيلات متكررة سبقت المحاولة الأولى
لم تكن هذه المحاولة الأولى المقررة لإطلاق الصاروخ، إذ سبق تأجيل المهمة عدة مرات، و كان من المخطط تنفيذ الإطلاق في 17 ديسمبر، إلا أنه أُجّل بسبب مشكلات تقنية وظروف جوية غير مواتية، ما زاد من الضغوط على الشركة قبل هذه المحاولة الحاسمة.
مواصفات «هانبيت-نانو» وقدراته التقنية
يعتمد صاروخ «هانبيت-نانو» ثنائي المراحل على تقنيات دفع مطورة داخليًا، تشمل استخدام الأكسجين السائل مع شمع البارافين في المرحلة الأولى، وشمع البارافين مع الميثان في المرحلة الثانية، ويهدف الصاروخ إلى نقل حمولات تصل إلى 90 كيلوجرامًا إلى المدار المتزامن مع الشمس، مستهدفًا سوق الأقمار الصناعية الصغيرة.
حمولات دولية وخطوات أولى نحو العالمية
كانت المهمة تحمل ثماني حمولات، تضمنت خمسة أقمار صناعية تجارية صغيرة، إلى جانب ثلاث منصات لاختبار تقنيات فضائية، ويعكس تنوع العملاء من البرازيل والهند ما تصفه الشركة بـ«بصمتها العالمية المبكرة»، رغم حداثة عهدها في سوق الإطلاقات الفضائية.
شركة ناشئة بطموحات أكبر رغم الإخفاق
تأسست «إنوسبيس» عام 2017، ويعمل بها حاليًا نحو 260 موظفًا، وعلى الرغم من فشل «هانبيت-نانو»، تؤكد الشركة استمرارها في تطوير صواريخ أكبر، من بينها «هانبيت-مايكرو» و«هانبيت-ميني»، في إطار خططها طويلة المدى لدخول سوق الإطلاقات التجارية.
يُنظر إلى هذا الإخفاق باعتباره جزءًا من التحديات الطبيعية التي تواجه شركات الإطلاق الناشئة، حيث غالبًا ما تسبق النجاحاتَ إخفاقاتٌ تقنية في المراحل الأولى، ورغم الخسارة، يرى مراقبون أن التجربة ستوفر بيانات مهمة قد تسهم في تحسين موثوقية الصواريخ المستقبلية وتعزيز حضور كوريا الجنوبية في قطاع الفضاء التجاري.


















0 تعليق