مع اقتراب ليلة رأس السنة، تعود إلى الواجهة حكايات وطقوس نجوم الزمن الجميل في استقبال العام الجديد، حيث لم تكن الاحتفالات دائمًا مقتصرة على السهرات العائلية أو المجاملات الاجتماعية، بل تحولت لدى بعض الفنانين إلى ماراثون عمل واختبار حقيقي للقدرة على التحمل، من بين هذه الحكايات، تظل طريقة الفنانة نجوى فؤاد في الاحتفال بليلة رأس السنة واحدة من أكثر القصص إثارة ودهشة في تاريخ الفن الاستعراضي.
احتفال نجوى فؤاد بـ ليلة رأس السنة
نجوى فؤاد اختارت أن تجعل ليلة رأس السنة مناسبة استثنائية بكل المقاييس، ليلة تُقاس فيها طاقتها وقدرتها الجسدية قبل موهبتها الفنية، في تمام العاشرة مساءً، غادرت منزلها الكائن بشارع ماسبيرو، بعد أن اعتذرت عن إحياء عدد من الحفلات الخاصة داخل بيوت سفراء أجانب، كما رفضت عروضًا أخرى للعمل في بعض ملاهي القاهرة، رغم استعدادها الكامل للحدث وتجهيزها رقصتين جديدتين خصيصًا لاستقبال العام الجديد.
الرقصتان اللتان أعدتهما نجوى فؤاد لهذه الليلة كانتا تحملان طابعًا استعراضيًا خاصًا، وهما “رقصة القطن” و“رقصة البمبة”، وقد حرصت على تقديمهما خلال ليلة واحدة عبر عروض متتالية، برفقة فرقتها الموسيقية الكبيرة التي ضمت 17 عازفًا، في مشهد يعكس حجم الجهد والتنظيم الذي كان يرافق حفلات رأس السنة في تلك الفترة.
موقف طريف تتعرض له نجوى فؤاد في ليلة رأس السنة
انطلقت جولة نجوى فؤاد الأولى التي يرصدها موقع تحيا مصر من ملهى الباريزيانا بشارع الهرم، أحد أشهر ملاهي القاهرة آنذاك، وفي طريقها، واجهت موقفًا طريفًا حين أوقفتها سيارات على كوبري قصر النيل، ولم يُفسح لها الطريق إلا بعدما بادرت بتحية الواقفين بعبارتها الشهيرة: «كل سنة وأنتم طيبين»، لتتحول اللحظة العابرة إلى مشهد احتفالي يعكس علاقتها القريبة بالجمهور.
داخل ملهى الباريزيانا، قدمت نجوى فؤاد واحدة من أشهر فقراتها الاستعراضية، وهي رقصة الشمعدان، حيث ظهرت وعلى رأسها 71 شمعة مضاءة، وخلال العرض، تعرض شعرها للاحتراق بفعل الشموع، إلا أنها واصلت الرقص دون توقف، في موقف يجسد احترافيتها الشديدة وإصرارها على إكمال العرض مهما كانت الظروف، وسط تفاعل كبير من الحضور.
إيراد نجوى فؤاد في ليلة رأس السنة
وقبل حلول منتصف الليل بدقائق، غادرت نجوى فؤاد الملهى مسرعة لتلحق بموعدها التالي في ملهى شاليمار، حيث قدمت عرضًا جديدًا ضمن جولتها المكثفة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ انطلقت بعد ذلك مباشرة إلى فندق شيراتون لإحياء فقرة أخرى، في سباق مع الزمن لاستقبال العام الجديد بين أكثر من موقع وفي ليلة واحدة.
وفي نهاية تلك الليلة الشاقة، كشفت نجوى فؤاد عن حصيلة ما حققته، حيث خرجت بإيراد بلغ 400 جنيه، وهو مبلغ كبير بمقاييس تلك الفترة، لكنها في المقابل خرجت أيضًا بأقدام متورمة من شدة الرقص والإجهاد، لتصف تلك الليلة لاحقًا بأنها واحدة من أكثر ليالي رأس السنة إرهاقًا في تاريخها الفني، وليلة اختلط فيها النجاح بالتعب، والعمل بالاحتفال.

















0 تعليق