تناول الكاتب والإعلامي الأمريكي ريك ستيفز، خلال مقابلة إعلامية حديثة، تجربة لافتة من مدينة بيت لحم تحت عنوان “كيف أصبح الزجاج المكسور أملًا لعيد الميلاد”، في إشارة إلى نموذج إنساني قدمه الدكتور القس متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة الانجيلية اللوثرية، وأحد أبرز القيادات الدينية الفلسطينية، وجاء ذلك في سياق تسليط الضوء على قصص الصمود الإنساني التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.
ستيفز: “الراهب” يمثل مصدر إلهام خاص
وأوضح ستيفز، المعروف بكتاباته وبرامجه المعنية بالسفر والثقافات، أن “الراهب” يمثّل بالنسبة له مصدر إلهام خاص، مؤكدًا أن تجربته في خدمة المجتمع الفلسطيني على مدار أكثر من ثلاثة عقود تعكس التزامًا راسخًا بقيم السلام، ودعم الوجود المسيحي في الأرض المقدسة رغم التحديات التي يمر بها هذا المجتمع.
رسالة تعكس إرادة الحياة وقدرة الإنسان على تحويل الألم إلى قوة مضيئة
وأشار ستيفز إلى أن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم، التي خدم فيها “الراهب” لسنوات طويلة، تعرضت خلال إحدى فترات التصعيد إلى تحطم نوافذها الزجاجية الملوّنة، إثر اقتحام عسكري إلا أن" الراهب" اختار تحويل هذا المشهد القاسي إلى مبادرة تحمل دلالات رمزية، حيث قام بجمع قطع الزجاج المكسور، وصنع منها زينة لشجرة عيد الميلاد في العام التالي، في رسالة تعكس إرادة الحياة وقدرة الإنسان على تحويل الألم إلى قوة مضيئة.
مبادرة تمثل نموذجًا للرد الإنساني على محاولات اليأس
وفي تحليله للقصة، أكد ستيفز أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا للرد الإنساني على محاولات اليأس، مشيرًا إلى أن الدكتور الراهب يسعى من خلال مشروعاته التعليمية والثقافية وعلى رأسها جامعة دار الكلمة للفنون والثقافة والتصميم إلى ترسيخ قيم الإبداع والأمل لدى شباب بيت لحم، وتمكينهم من مواجهة التحديات عبر الفن والمعرفة.
وأضاف أن هذه التجربة تقدم قراءة أعمق لروح مدينة بيت لحم وما تحمله من رمزية تاريخية ودينية، موضحًا أن الأمل لا يُصنع من غياب الألم، بل من القدرة على مواجهته وإعادة صياغته في صورة تدفع نحو البناء وإحياء الرجاء.
واختتم ستيفز تصريحاته بالإشارة إلى أن العالم ما زال يكتشف جماليات إنسانية في الأماكن الأكثر معاناة، مؤكدًا أن ما يقدمه أبناء بيت لحم من صمود وإبداع يظل شاهدًا على قدرة الإنسان على صنع النور مهما اشتدت الظروف.






0 تعليق