تعد منطقة الباب الأخضر بوسط الإسكندرية، ذات أهمية تاريخية ودليلا على عظمة مصر فى التجارة، وهى تقع فى الشوارع الداخلية لقلب الإسكندرية، وتصل من منطقة المنشية حتى مينا البصل وتعتبر من أقدم أحياء المدينة ، كان يعيش فيها معظم الجاليات الأجنبية وكبار التجار فى فترات مختلفة من الزمن، واشتهرت بأنها منطقة تجارية نظرا لوجود أماكن واستراحات التجار المغاربة فى هذه المنطقة، ومن أشهر من سكنها إبراهيم باشا صاحب المسجد الشهير ، الذى بنى مسجد الألف عمود ودشن محلات تجارية لخدمة متطلبات منطقة الباب الأخضر فى الإسكندرية على الرغم من اندثار الشكل القديم والأعمدة الخضراء لمنطقة الباب الأخضر، فإنها لاتزال مشهورة بهذا الاسم حتى الآن لما فيها من مساجد إسلامية وعمارة قديمة تراثية.
الألف عمود
تعود تسمية منطقة الباب الأخضر إلى الأعمدة الخضراء الموجودة بمسجد الألف عمود وهو الذي كان موجودا فى العصور القديمة ولكنه اندثر ولم يعد له أثر الآن ، ولكن هناك عمارة قديمة مازالت موجودة بمنطقة مسجد إبراهيم باشا الموجود حتى الآن ، وهى أول عمارة تم بناؤها فى منطقة الباب الأخضر.
ويقول الدكتور إسلام عاصم ، نقيب المرشدين السياحيين السابق، إن منطقة الباب الأخضر من أهم المناطق التاريخية والأثرية ، وقام مركز الدراسات السكندرية بجولة مؤخرا خلال فعالياته فى شهر نوفمبر إلى منطقة الباب الأخضر فى أسبوع التراث السكندرى الئى تقيمه القنصلية الفرنسية ومركز الدراسات السكندرية ، وتم تعريف أكثر من 40 فرنسيا بمناطق أثرية بالإسكندرية.
وأشار إلى أن هناك شخصيات عديدة وتجارا كانوا يقطنون بمنطقة الباب الأخضر، ومن أشهرهم إبراهيم باشا ، وهو من أشهر الأشخاص الموجودين فى الإسكندرية ، بل كان تاجرا يملك ثروة طائلة جعلته يملك مبانى وأوقافا فى مدينة الحجاز ، وأوضح أن مسجد الشيخ إبراهيم باشا ، هو أحد المساجد القديمة المعلقة ، وهذه الأنواع من الأبنية كانت تشتهر بها الأسواق ، وكان أسفل هذا المسجد توجد محال تجارية عديدة ، مشيرا إلى أن إيراد تلك المحال تم تخصيصه لقضاء احتياجات ومتطلبات المسجد وخدماته الدينية ، كما أشار إلى أن الشيخ إبراهيم باشا كان يملك فى المحافظة نحو 33 محلاً وصهريج مياه ، ما جعله ينال شهرة واسعة بين الناس .
كوم الناضورة
تضم المنطقة أيضا وكالة العشماوى التجارية التراثية القديمة وكوم الناضورة الموقع الأثري الشهير،
وأشار عاصم إلى أنه عندما جاء نابليون تم تحويلها إلى طابية عسكرية ومرصد عسكرى مهم، وقال إن على المصرى هو أحد تجار الخشب المشهورين بالإسكندرية، حيث قام ببناء مسجده خلفا لجزء من وكالته التجارية وأوقف عليه أوقافا كثيرة للحفاظ عليه، وهو مصمم على طراز الشمع ومرفق به سبيل وكتاب للتعليم، كما أسس «حمام المصرى».
أما ضريح «سيدى الوقاد» فيقع بشارع الباب الأخضر، وهو أحد مشايخ الصوفية وتعرض منذ فترة لمحاولات تخريب لكونه غير مدرج بجدول الآثار، ويجاور الضريح عقاران يعتبران من التحف المعمارية العظيمة، وهما مصممان على الطراز الأوروبى ما يشكل خليطا ثقافيا بين الطراز العثمانى والدينى والأوروبى، والجميع تعايشوا دون مشكلات، بحسب الدكتور إسلام عاصم.
واستكمل عاصم الجولة نحو مسجد سيدى الإمام أبوبكر الطرطوشى، وقال إن اسمه الأصلى هو «طرطوسة» لكون موطنه إسبانيا إقليم برشلونة ومولده فى الأندلس، وفسر سبب مجيئه إلى مصر أن مصر وقتها كانت عبارة عن طريق للتجارة والحج، وكانت لها أهمية دينية بالغة بصفتها مكانا يرابط فيه المسلمون خوفا من أى غزو يحدث.






0 تعليق