علقت الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت، على واقعة اعتداء رجل مسن على فتاة في المترو بدعوى اعتراضه على وضعها "رجل على رجل"، موضحة أن الواقعة ليست مجرد خلاف عابر، بل هي تعبير عن خلل في فهم الحريات العامة ومحاولة لفرض وصاية على الطرف الأضعف في المجتمع.
وأوضحت “ناعوت”، خلال لقائها مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس"، أن السلوكيات تختلف باختلاف المكان، قائلة: "أنا شخصيًا لا أضع رجلاً على رجل أمام الكبار تقديرًا، لكن هذه الفتاة لم تكن في بيته ولا في ضيافته؛ كانت في وسيلة مواصلات عامة، ومن حقها الجلوس بالطريقة التي تريحها ما دامت لم تؤذِ أحدًا".
وانتقدت استخدام الرجل لـ"العصا" لنخز الفتاة، واصفة الفعل بأنه جريمة تعدٍ جسدي ولفظي مُكتملة الأركان، معربة عن دهشتها من مطالبة البعض للفتاة بالاعتذار، وقالت: "أنا من أعتذر لهذه البنت عما تعرضت له من ترويع".
وطرحت تساؤلًا جوهريًا حول ازدواجية المعايير لدى البعض، مشيرة إلى وجود شاب كان يجلس بجوار الرجل ويرتدي بنطلونًا ممزقًا يكشف عن ركبتيه، ومع ذلك لم يوجه له الرجل أي لوم أو اعتراض، معقبة: "لماذا لم يكلم الولد؟، هل لأنه رجل مثله؟، ولماذا استأسد على البنت؟، هل كان سيجرؤ على فعل ذلك لو كانت فتاة أجنبية أم أنه يدرك أن البنت المصرية مستضعفة ويمكن النيل من حقوقها؟".
وردًا على ما أثير حول انتماء الرجل لإحدى الطرق الصوفية، أكدت أن الصوفية الحقيقية بريئة من الغلظة، قائلة: "المتصوف الحقيقي هو شمس الدين التبريزي وابن الفارض؛ هم أناس أعذب من الماء الرقراق، يحترمون الجميع ويرحمون الضعيف، ولا يستخدمون العصا لترهيب بنات الناس".
وأشارت إلى أن الشارع المصري مليء بالموبقات الحقيقية التي تستوجب الاعتراض، مثل إلقاء القمامة، والتحرش، أو حتى السلوكيات غير الآدمية في الطرقات، متسائلة: "هل هذا الرجل ينهر كل من يلوث الشارع أو يؤذي المارة بفعله؟، أم أن بطولته لا تظهر إلا أمام فتاة تجلس في هدوء تقرأ كتابًا أو تستمع لهاتفها؟".
وحذرت من الصمت تجاه هذه الواقعة، مؤكدة أن القبول بمثل هذه التصرفات سيفتح الباب لانتشار البلطجة الفكرية وتدخل الجميع في شؤون الآخرين وخصوصياتهم في الأماكن العامة.










0 تعليق