حذّر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قيادة كييف من أن استمرار الحرب مع روسيا قد يؤدي إلى خسارة أوكرانيا بالكامل، مؤكدا أن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إدراك حجم المخاطر المترتبة على إصراره على الخيار العسكري ورفضه التفاوض. وجاءت تصريحات لوكاشينكو خلال رده على أسئلة مندوبي الجمعية الشعبية البيلاروسية، حيث قدّم رؤية تشاؤمية لمستقبل أوكرانيا في حال استمرار المواجهات دون حلول سياسية.
وقال لوكاشينكو إن المعارك الدائرة، خاصة في إقليم دونباس، تمثل نقطة مفصلية في مسار الحرب، محذرا من أن انهيار خطوط الدفاع هناك سيؤدي إلى فراغ عسكري كامل، ما يفتح الطريق أمام فقدان أوكرانيا بأكملها. وأضاف أن على زيلينسكي أن يوازن بين الاستمرار في الحرب وخطر خسارة الدولة، وبين القبول بتسوية قد تحافظ على ما تبقى من أوكرانيا. وأشار لوكاشينكو إلى أن تجاهل هذا الواقع قد يقود إلى نتائج لا يمكن التراجع عنها.
تعقيدات المشهد الأمني
وفي السياق ذاته، تزامنت تصريحات لوكاشينكو مع تحليلات غربية تشير إلى تعقيدات المشهد الأمني. فقد اعتبر الصحفي أوين ماثيوز في مجلة “سبيكتاتور” البريطانية أن أي ضمانات أمنية حقيقية لـ أوكرانيا يجب ألا تقتصر على الولايات المتحدة وأوروبا فقط، بل يجب أن تكون مقبولة أيضا من جانب روسيا. ويعكس هذا الطرح قناعة متزايدة بأن استمرار الحرب دون توافق دولي شامل سيزيد من هشاشة أوكرانيا.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن هناك تفاهما مع واشنطن حول ضرورة عودة أوكرانيا إلى أسس الدولة المحايدة وغير المنحازة، مؤكدا أن هذا المسار هو الضامن الوحيد لوقف الحرب. كما نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكون روسيا قد بدأت النزاع عام 2022، متهما الغرب والقوى الداخلية في أوكرانيا بإشعال فتيله.
وأكد بوتين أن اتفاقيات مينسك السابقة لم تُنفذ بسبب عدم التزام الغرب بها، معتبرا أن ما جرى في كييف كان انقلابا قوض الاستقرار وأدى إلى اندلاع الحرب. وفي ختام تصريحاته، شدد على سيادة روسيا وحقها في الدفاع عن مصالحها، مؤكدا أن موسكو لا تسعى لفرض إرادتها، لكنها تطالب بالالتزام بالتعهدات الدولية.
وتعكس هذه المواقف المتباينة عمق الأزمة، حيث تتقاطع تحذيرات لوكاشينكو مع الرؤية الروسية بشأن مستقبل أوكرانيا، في وقت يظل فيه زيلينسكي متمسكا بمواصلة الحرب، رغم التحذيرات المتكررة من أن الثمن قد يكون وجود الدولة الأوكرانية نفسها.








0 تعليق