أعلن الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، عن إطلاق أربع مبادرات جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين العالم العربي واليونان، وذلك خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي–اليوناني الرابع عشر الذي عقد في أثينا تحت عنوان: "نحو تعاون أوثق – الإنشاءات والطاقة"، وبمشاركة وفود من 17 دولة عربية إلى جانب 180 رجل أعمال يوناني وممثلين عن الشركات الكبرى، وحضور عدد من السفراء العرب، والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس.
500 مليار دولار لإعادة الإعمار ضمن مبادرة عربية–يونانية جديدة
وأوضح حنفي أن المبادرة الأولى ترتكز على بناء جسور للتعاون بين الدول العربية واليونان في ملف إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن قيمة المشروعات الموجهة لإعادة الإعمار في الدول العربية تقدر بما يتراوح بين 450 و500 مليار دولار.
ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة
وأشار إلى أن المبادرة الثانية تقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة بين العالم العربي واليونان، من خلال التشبيك بين الشركات العاملة في قطاع الطاقة في الجانبين، وبالتنسيق بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية–اليونانية.
مركز عربي–يوناني للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه
وبيّن أن المبادرة الثالثة تهدف إلى إنشاء مركز متخصص للذكاء الاصطناعي في مجالي الطاقة والمياه، مستشهدا بدراسات تؤكد قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 30%، وهو عنصر رئيسي في دعم خطط إعادة الإعمار والتنمية المستدامة.
تحالف لوجستي قائم على التعاون لا التنافس
وأضاف أن المبادرة الرابعة تعتمد على إنشاء تحالف لوجستي عربي–يوناني يقوم على التعاون بدلاً من التنافس، عبر ربط الموانئ المحورية في الجانبين، وعلى رأسها قناة السويس التي تلعب دور عالمي محوري وقد ظهر ذلك بوضوح خلال الأزمة الأخيرة في البحر الأحمر.
وأوضح حنفي أن هذا التحالف سيعزز ربط العالم العربي بالأسواق الدولية ويتيح فرصا تجارية واستثمارية واسعة.
الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط بحلول 2035
وفي كلمته خلال جلسة "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، أكد حنفي أن المنطقة العربية تقف أمام لحظة مفصلية تتقاطع فيها ثلاثة محاور رئيسية التحول الرقمي البناء، الطاقة.
وأشار إلى أن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي تشهد نموا مسرعا في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تضيف ما يصل إلى 232 مليار دولار إلى الناتج المحلي للمنطقة بحلول عام 2035.
كما لفت إلى أن شركات الطاقة الكبرى في المنطقة بدأت تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، في ظل ارتفاع الطلب المستقبلي على الطاقة بسبب التوسع في مراكز البيانات.
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل قطاع البناء
وأوضح حنفي أن الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل قطاع البناء جذريا، سواء في التصميم أو التكلفة أو الصيانة أو كفاءة استهلاك الطاقة، مشددا على أن التحول الرقمي في البناء يفتح آفاق جديدة للتعاون العربي–اليوناني في البنية التحتية والمدن الذكية والمستدامة.
واختتم أمين عام اتحاد الغرف العربية كلمته بالتأكيد على أهمية الاستفادة من خبرات اليونان وقدرات الدول العربية لبناء نموذج تعاون مستقبلي يقوم على الابتكار والمسؤولية المشتركة والتنمية الخضراء.
ودعا القطاعين العام والخاص في البلدين إلى إطلاق مشاريع تجريبية في الطاقة والبناء الذكي، والانتقال بالعلاقات العربية–اليونانية من إطار التبادل التجاري التقليدي إلى شراكة استراتيجية شاملة تلبي تطلعات الطرفين.










0 تعليق