في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن، تتصاعد المخاوف من توسع دائرة الصراع في المنطقة، فما بين هجمات صاروخية ومسيرات وتهديدات متبادلة بين الطرفين، توضع المنطقة على حافة الاشتعال
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز التطورات والأسباب الكامنة وراء هذا التصعيد، وتأثيراته المحتملة على الأمن الإقليمي والعالمي.
تعليقا على الأحداث قال الدكتور نزار نزال، الباحث في الشأن الإسرائيلي، إنه يبدو أن إيدي إسرائيل قد قيدت في فلسطين، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، رغم مشروع التمهيد الذي تحدث عنه الإعلام العبري، حيث كان هناك ضجة كبيرة حول هذا المشروع، الذي يتحدث فيه عن إعلان سيادة إسرائيل على جغرافيا الضفة الغربية،
الهجمات الإسرائيلية على لبنان
وأشار الى أنه حذر من المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية على لبنان، خاصة أن لبنان يعيش حاليًا ظروفًا استثنائية داخليًا فالحكومة تريد نزع سلاح حزب الله امتثالًا لقرار مجلس الأمن، أو كما يُقال الضغط الأمريكي وغيره، وحزب الله طبعًا يرفض ذلك، وهو مدعوم من الجمهورية الإسلامية في إيران وبالتالي أعتقد أن عين العاصفة في المرحلة المقبلة ستكون على ثلاثة مواقع: الأول والأكثر ترجيحًا هو حزب الله، ثم اليمن، ثم إيران، إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أنها ستتدخل، وسيكون الاستهداف لإيران، وذلك إذا اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارًا بتفكيك كل وكلاء إيران أو أذرعها في المنطقة، وربما يكون هناك قرار بتغيير نظام خامنئي في طهران، ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية والإسرائيليين منسجمين تمامًا في هذه الرؤية أو هذا المشروع، والذي قد يحدث خلال المرحلة القادمة.
العاصفة في المرحلة المقبلة ستكون على ثلاثة مواقع والصدام تحصيل حاصل
وتابع نزار: في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، يبدو المشهد هكذا، في ظل مشروع ترامب في غزة، ورد الفعل الأمريكي فيما يتعلق بالضفة الغربية، وفي الكثير من القضايا المبهمة أو المواضيع التي تدفع باتجاه الحيرة، هناك نوع من الحيرة في تصريحات ترامب، وفي تصريحات فانس، وفي تصريحات روبيو، وفي تصريحات ويتكوف كوشنر، يعني تصريحات تتعلق بإعادة النظر وتقييم الحساب الأمريكي فيما يتعلق بغزة والضفة الغربية، أو بالقضية الفلسطينية بشكل عام، هذا يوحي بأن هناك شيئًا ما في منطقة الشرق الأوسط، له علاقة بلبنان، وله علاقة باليمن، وله علاقة بالعراق، وله علاقة بإيران.
وأوضح، أنه لا بد من صدام آخر، لكن القضية هي قضية وقت هل هذا الشهر، أم الشهر الذي يليه؟ لا أحد يعلم بالضبط، لكن يبدو أن هناك صدامًا آخر مع الإيرانيين، لأن التقارير تتحدث عن أن المفاعلات النووية واليورانيوم المخصب لم تتضرر نهائيًا بفعل الغارات الأمريكية والإسرائيلية السابقة، وقلت قبل قليل إنني في شريحة من أمري، كما يُقال أو في شك من تغيير في الموقف الأمريكي بهذه الطريقة، وكان هناك اجتماع بين دونالد ترامب وبين بنيامين نتنياهو، وبعد الاجتماع، لم يعد هناك تصريحات من نتنياهو فيما يتعلق بإيران، بالتالي، ، الصدام تحصيل حاصل، سيكون للاعتبارات التي تحدثنا عنها، وإيران تعلم ذلك تمامًا، وهي تحسن أجواءها وتشتري معدات ووسائل دفاع جوي، وهناك أيضًا في إسرائيل طائرات عملاقة تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أنها تحضير لهجوم على إيران، الهدف هو إسقاط نظام خامنئي في طهران، هل ستستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ذلك؟ هذا ما سنفهمه أو نعرفه في المرحلة المقبلة، إذا وقع هذا الصدام، لكن الصدام تحصيل حاصل.
وأعرب الكاتب والمحلل السياسي عمرو حسين عن بالغ القلق من التطورات المتسارعة في البحر الأحمر واليمن، مؤكدا أن تصاعد عمليات الحوثيين ضد السفن والمصالح الإسرائيلية والغربية يضع تل أبيب أمام معادلة أمنية جديدة قد تدفعها إلى التفكير في توجيه ضربات مباشرة لليمن، الأمر الذي قد يفتح الباب لتوسيع دائرة الصراع باتجاه إيران ذاتها.
عمرو حسين: أي ضربة إسرائيلية لليمن قد تفتح الباب أمام مواجهة أخطر من حرب غزة
وأضاف حسين خلال تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هناك عدة مؤشرات تحليلية متزايدة تشير إلى احتمال عودة المواجهة غير المباشرة بين إسرائيل وإيران، ولكن هذه المرة عبر الساحة اليمنية، حيث تعتبر تل أبيب أن الحوثيين يمثلون ذراعاً عسكرية لإيران تشكل تهديداً لأمنها القومي ولحركة التجارة الدولية في البحر الأحمر، موضحًا أن إسرائيل قد تلجأ إلى شن ضربات جوية محددة داخل اليمن تحت مبرر “الدفاع الاستباقي”، خاصة بعد التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لوقف “الخطر الحوثي”، وهو ما قد يُفسَّر كتهيئة سياسية مسبقة لأي عمل عسكري قادم.
واستكمل ، أن الولايات المتحدة قد لا تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية، لكنها قد تمنح إسرائيل غطاءً سياسياً ولوجستياً، سواء عبر الدعم الاستخباراتي أو عبر توفير حماية بحرية للأسطول التجاري الدولي، تجنباً لتصعيد يجر واشنطن إلى مواجهة مفتوحة في عام انتخابي حساس.
وحذر حسين من أن أي ضربة إسرائيلية لليمن قد تفتح الباب أمام مواجهة إقليمية واسعة، قد تكون أخطر من حرب غزة، وقد تعيد المنطقة إلى مشهد صراع متعدد الجبهات يمتد من لبنان إلى اليمن مروراً بإيران، ما لم يتم احتواء التصعيد دبلوماسياً قبل خروج الأمور عن السيطرة.







0 تعليق