في الذكرى الثامنة لمجزرة مسجد الروضة الإرهابية.. مصر تنتصر على الظلام

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمر اليوم ثماني سنوات على اليوم الأسود الذي هزّ ضمير العالم، يوم الجمعة 24 نوفمبر 2017، حين اقتحمت يد الغدر مسجد الروضة بقرية الروضة في بئر العبد بشمال سيناء، لتسقط واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية في تاريخ البشرية.

 لم يكن الهجوم مجرد اعتداء على مصلّين عُزّل، بل كان محاولة لهزيمة وطن بأكمله، وكسر إرادة شعب صلب قرر أن يعيش حرًّا مهما كلّف الثمن.

لكن ما لم يفهمه الإرهابيون وقتها… أن مصر حين تُطعَن في قلبها تتحول إلى قوة غاضبة، وأن دماء الأبرياء توقظ في الدولة روحًا جديدة لا تعرف التراجع.

وفي الذكرى الثامنة لتلك الفاجعة، يكشف الواقع أن مصر لم تكتفِ بالبكاء على الشهداء، بل شقّت طريق النصر. فخلال السنوات الماضية، أعادت وزارة الداخلية بالتعاون مع القوات المسلحة رسم خريطة الأمن في سيناء، حطمت عصب التنظيمات التكفيرية، وجففت منابع تمويلهم، ودمرت أوكارهم، وقدمت عشرات البطولات والشهداء ليبقى الوطن.

هذا التقرير يعيد قراءة المشهد… من تفاصيل المجزرة وخلفياتها، إلى حرب الدولة الشاملة على الإرهاب، ثم حصاد النجاحات التي جعلت سيناء اليوم أكثر أمنًا من أي وقت مضى.


 مجزرة مسجد الروضة.. جرح لا يندمل ووصمة عار على جبين الإرهاب

مشهد الرعب في دقائق… ماذا حدث داخل المسجد؟

في تمام وقت صلاة الجمعة، كان المسجد ممتلئًا بأبناء القرية، أطفالًا وشيوخًا وشبابًا. فجأة ظهر المسلحون الملثمون يحملون أسلحة ثقيلة، يقطعون الطريق، يحاصرون المنطقة، ثم يفتحون نيرانهم على المصلّين بطريقة وحشية، كأنهم أرادوا إبادة جماعية كاملة.

استمرت المذبحة دقائق قليلة لكنها خلّفت أكثر من 300 شهيد، بينهم عشرات الأطفال… في مشهد وثّقه الناجون بعبارة واحدة: «كان الموت حاضرًا في كل مكان».

لماذا استهدف الإرهابيون مسجد الروضة؟

يؤكد خبراء الأمن أن الاستهداف جاء لعدة أسباب

الانتقام من أبناء القبائل المتعاونة مع الدولة.

محاولة بث الرعب في نفوس السيناويين وتعطيل التنمية.

ضرب نموذج التعاون بين وزارة الداخلية وشيوخ القرية الذين قدّموا معلومات مهمة عن عناصر إرهابية.

توجيه رسالة بأن الجماعات التكفيرية لا تتورع عن استهداف بيوت الله.
لكن الرسالة ارتدت عليهم… وتحولت الجريمة إلى بداية النهاية.

 غضبة الدولة.. بداية التحول الكبير في معركة سيناء

عملية شاملة… لا هدنة مع الإرهاب

بعد ساعات من الحادث، تحركت أجهزة الدولة بكامل قوتها. أطلقت القوات المسلحة والشرطة حملات متزامنة لتعقب الجناة، وتم تنفيذ أولى الضربات الجوية على بؤر إرهابية محددة بناءً على معلومات من الأمن الوطني.

كان واضحًا منذ اللحظة الأولى أن الدولة قررت الانتقال إلى مرحلة جديدة: لا وجود لمناطق محظورة ولا خطوط حمراء… الإرهاب أصبح مطاردًا في كل شبر.

الدور الحاسم لوزارة الداخلية

وزارة الداخلية لعبت دورًا مزدوجًا:

1. تجميع المعلومات من المصادر السرية والرصد التقني.
2. ملاحقة العناصر الهاربة داخل الوديان والمناطق الحضرية في بئر العبد والعريش والشيخ زويد.
3. ضرب شبكات التمويل واعتقال العناصر اللوجستية التي كانت توفر المتفجرات والإمدادات.

خلال عام واحد فقط بعد الحادث، تم توجيه أكثر من 400 عملية نوعية للأمن الوطني والأمن المركزي في سيناء والدلتا.


كيف تغيّرت سيناء؟.. تفكيك التنظيمات من الجذور

وفق تقديرات أمنية، فقدت التنظيمات الإرهابية منذ 2018 حتى 2022 أكثر من 90% من قدراتها اللوجستية

80% من عناصرها البارزين

معظم خطوط التهريب والتسليح

كما تم تفكيك مجموعات مثل “ولاية سيناء” وتحويلها إلى مجموعات صغيرة مشتتة غير قادرة على تنفيذ عمليات قوية.

ضرب معسكرات التدريب بالكامل

ساهمت الضربات المتتالية التي نفّذتها قوات الأمن في:

القضاء على معسكرات التدريب في جنوب رفح والشيخ زويد.

استهداف ورش تصنيع المتفجرات.

ضبط كميات ضخمة من الأسلحة الثقيلة والقذائف.

هذه العمليات حرمت الإرهابيين من القدرة على التخطيط طويل المدى.

 الأمن الوطني في قلب المواجهة.. حكايات بطولات لا يعرفها الكثيرون

رصد ومتابعة استخباراتية دقيقة

غيّرت وزارة الداخلية استراتيجية المواجهة بعد حادث الروضة عبر:

استخدام تقنيات متقدمة في تحليل الاتصالات.

تعزيز شبكات مصادر المعلومات في سيناء.

إنشاء غرف عمليات مشتركة بين الأمن الوطني والمخابرات الحربية.

هذه الخطوات ساعدت في إحباط عشرات المخططات الإرهابية قبل تنفيذها.

أبطال على خط النار

شهدت سيناء بطولات لرجال الداخلية:

ضباط نفذوا عمليات اقتحام لأوكار إرهابية خطيرة.

مجموعات أمن مركزي خاضت اشتباكات مباشرة مع عناصر مسلحة محترفة.

شهداء سقطوا أثناء مطاردة عناصر متورطة في تمويل الهجوم الإرهابي على الروضة.
تلك البطولات كانت ركيزة في تغيير ميزان القوى على الأرض.

التنمية.. السلاح الأقوى ضد الإرهاب

إعمار سيناء: من أرض معارك إلى شريان حياة

تفهم الدولة أن الأمن وحده لا يكفي، لذلك جاءت المشروعات القومية كجزء من الحرب الشاملة:

إنشاء طرق تربط سيناء بالدلتا.

إقامة مدن جديدة ومنازل لأهالي القرى.

تطوير الخدمات الصحية والتعليمية.

دعم الأسر المتضررة من الإرهاب.
هذه المشروعات خلقت بيئة معادية للجماعات الإرهابية التي كانت تعتمد على الفراغ الأمني والمجتمعي.

القبائل السيناوية.. خط دفاع أول

نالت القبائل احترامًا كبيرًا لدورها في الإبلاغ عن عناصر إرهابية، وتأمين مناطق كاملة، والوقوف بجانب الدولة بعد مجزرة الروضة.
هذا التحالف التاريخي كان أحد عوامل الانتصار.

مصر اليوم: أمن أقوى وإرهاب إلى غير رجعة

مؤشرات نجاح وزارة الداخلية

نجاحات وزارة الداخلية منذ 2018 حتى اليوم تشمل: ضبط عشرات الخلايا في الدلتا والقاهرة قبل تنفيذ عمليات.

القضاء على رهانات التنظيمات المعتمدة على الدعاية الإعلامية.

كشف حملات التحريض التي كانت تعمل من الخارج.

تطوير سلاح الأمن المركزي وتدريب فرق مكافحة الإرهاب.

اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات المشتبه بهم.
كل هذه الإنجازات جعلت الأمن المصري واحدًا من أقوى الأجهزة في المنطقة.

 بين الذكرى والحقيقة… لماذا يجب أن نتذكر الروضة دائمًا؟

لأن الحادث كشف وحشية الجماعات التكفيرية التي تستهدف الإنسان قبل الدولة.

لأن دماء الشهداء كانت الشرارة التي أسقطت إمارة الإرهاب في سيناء.

لأن أبناء الروضة تحولوا من ضحايا إلى رمز لصمود المصريين.

ولأن الدولة اليوم تمتلك تجربة قوية في مكافحة الإرهاب تستحق أن تُدرّس عالميًا.

 شهادات من قلب سيناء… “لم ننسَ ولن ننسى”

يقول أحد أبناء القرية: «دم إخواتنا مش راح هدر… الدولة رجعت لنا الأمن اللي كان ضايع، والنهارده سيناء بقت أحسن من زمان».
وتؤكد سيدة من الروضة: «كنا بنخاف نمشي في الشوارع… النهارده أولادنا بيروحوا مدارسهم بسلام».

هذه الأصوات تلخص قصة ثمانية أعوام… من الدم إلى الحياة.

ef3ac5e33e.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق