قرعت حادثة طبية خطرة ناقوس الخطر في محافظة الوادي الجديد، اليوم الأحد، بعدما ابتلعت طفلة صغيرة بطارية ريموت داخل منزلها في قرية تنيدة التابعة لمركز بلاط، ما استدعى تدخلًا طبيًا عاجلًا ونقلها بين أكثر من مستشفى وصولًا إلى مستشفى أسيوط الجامعي لإنقاذ حياتها واستخراج البطارية من بطنها.
تفاصيل الواقعة.. آلام حادة تقود لاكتشاف الكارثة
بدأت الواقعة عندما تلقى اللواء وليد منصور، مدير أمن الوادي الجديد، إخطارًا من شرطة النجدة بوصول الطفلة خديجة أحمد عربي، 3 أعوام، إلى مستشفى الداخلة العام تعاني من آلام حادة في البطن، وسط حالة من القلق الشديد بين أسرتها.
أظهرت الفحوص الأولية أن الطفلة ابتلعت بطارية ريموت كونترول داخل منزلها بقرية تنيدة، ما أدى إلى إصابتها بآلام حادة ومستمرة في منطقة البطن، ودفع أسرتها إلى نقلها على عجل إلى الوحدة الصحية ومنها إلى مستشفى بلاط المركزي.
من مستشفى بلاط إلى الداخلة.. ثم قرار التحويل لأسيوط
استقبلت الأطقم الطبية الطفلة في مستشفى بلاط المركزي، وجرى توقيع الكشف الطبي عليها وإجراء الفحوص اللازمة، قبل أن تقرر المستشفى تحويلها إلى مستشفى الداخلة العام لاستكمال التقييم الطبي الدقيق، نظرًا لحساسية موقع البطارية داخل الجهاز الهضمي وخطورة بقائها لفترة أطول.
وبعد وصول الطفلة إلى مستشفى الداخلة العام، وُضعت تحت الملاحظة داخل قسم الاستقبال والطوارئ، وجرى فحص حالتها من خلال فريق من الأطباء في تخصصات الأطفال والجراحة، ليتبين وجود بطارية ريموت في منطقة البطن مع استمرار الشكوى من الآلام، وهو ما دفع إدارة المستشفى لاتخاذ قرار عاجل بتحويلها إلى مستشفى أسيوط الجامعي.
أسيوط الجامعي.. جراحة متوقعة لاستخراج البطارية
جرى نقل الطفلة بسيارة إسعاف مجهزة من مستشفى الداخلة العام إلى مستشفى أسيوط الجامعي، لاستكمال إجراءات العلاج وإجراء الفحوص المتقدمة اللازمة قبل التدخل الجراحي، بهدف استخراج البطارية من بطنها في أسرع وقت ممكن، وسط متابعة لصيقة من أسرتها والأطقم الطبية بمحافظة الوادي الجديد.
ويُعد مستشفى أسيوط الجامعي أحد أكبر المستشفيات الجامعية في صعيد مصر، ويضم تخصصات دقيقة في جراحات الأطفال والجهاز الهضمي، ما يساهم في التعامل مع حالات ابتلاع الأجسام الغريبة، خاصة بطاريات الريموت والأجسام المعدنية الصغيرة التي قد تسبب مضاعفات خطيرة إذا تأخر التدخل الطبي.
تحذيرات للأُسر.. بطارية صغيرة قد تهدد حياة الطفل
حذر أطباء الأطفال والجهاز الهضمي من خطورة ابتلاع بطاريات الريموت والبطاريات الزرية على وجه الخصوص، إذ يمكن أن تؤدي إلى حروق داخلية بالمريء أو المعدة، وحدوث ثقوب في جدار الأعضاء الداخلية أو نزيف داخلي حاد، وقد تتطور في بعض الحالات إلى مضاعفات مهددة للحياة إذا لم يُنقل الطفل سريعًا إلى مستشفى مزود بإمكانيات طبية متقدمة.(
وتشير دراسات طبية دولية إلى أن البطاريات الصغيرة يمكن أن تتسبب في حروق شديدة لأنسجة المريء خلال ساعات قليلة من ابتلاعها، نتيجة التفاعل الكيميائي بين البطارية وسوائل الجسم، ما يجعل سرعة نقل الطفلة أو الطفل إلى مستشفى أمرًا حاسمًا في تقليل حجم الضرر.
خلفية طبية وتوعوية.. حوادث متكررة تستدعي الانتباه
خلال السنوات الأخيرة، رصدت تقارير طبية متخصصة حول العالم ارتفاعًا مقلقًا في عدد حالات ابتلاع البطاريات الصغيرة بين الأطفال، خاصة لمن تقل أعمارهم عن 5 أو 6 سنوات، إذ تجذبهم أشكال البطاريات اللامعة داخل الألعاب وأجهزة الريموت وبعض الأجهزة المنزلية الصغيرة.
وتوضح دراسات طبية أن نسبة من هذه الحوادث تنتهي بمضاعفات خطرة قد تشمل حروقًا في المريء أو المعدة، ثقوبًا في جدار المريء، التهابات حادة أو نزيفًا داخليًا، وقد تحتاج إلى تدخل جراحي معقد أو أكثر من عملية لإنقاذ حياة الطفل.(
وينصح الأطباء بضرورة حفظ بطاريات الريموت والألعاب الإلكترونية بعيدًا عن متناول الأطفال، والتأكد من إحكام غلق غطاء البطارية في الأجهزة المنزلية، واللجوء فورًا لأقرب مستشفى أو طوارئ عند الاشتباه في ابتلاع بطارية، دون محاولة إجبار الطفل على التقيؤ أو إعطائه الطعام أو الشراب، مع إجراء أشعة سينية عاجلة لتحديد موقع البطارية داخل الجسم.(
وتظل الواقعة الأخيرة في الوادي الجديد تذكيرًا عمليًا بخطورة الإهمال في التعامل مع البطاريات الصغيرة داخل المنازل، والحاجة المستمرة لتوعية الأُسر بخطورة ترك بطارية أو ريموت أو لعبة إلكترونية مفتوحة أمام الطفلة أو الطفل، حتى لا تتحول لحظة لعب بسيطة إلى رحلة علاجية طويلة بين أكثر من مستشفى.









0 تعليق