أكدت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات الدفاع الجوي تمكنت خلال ثلاث ساعات فقط من اعتراض وتدمير عدد كبير من الطائرات المسيرة الأوكرانية التي استهدفت عدة مناطق داخل الأراضي الروسية، في تصعيد جديد للهجمات الجوية التي تنفذها القوات الأوكرانية. ووفق البيان الصادر عن الوزارة، فقد نجحت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة بين الساعة الثامنة والحادية عشرة مساء بتوقيت موسكو في إسقاط 31 من الطائرات المسيرة الأوكرانية، وهو ما يعكس حجم التصعيد في استخدام هذا النوع من الأسلحة خلال العمليات العسكرية المتواصلة بين الجانبين. وأشارت الوزارة إلى أن هذا النجاح يأتي ضمن جهود مستمرة لصد الهجمات التي باتت تعتمد بشكل واسع على الطائرات المسيرة الأوكرانية لاستهداف العمق الروسي.
وأوضح البيان أن الطائرات التي تم اعتراضها توزعت فوق ست مناطق روسية مختلفة، حيث تمكنت الدفاعات الروسية من إسقاط 10 طائرات فوق مقاطعة كورسك، وسبع طائرات فوق بيلغورود، إضافة إلى ست طائرات فوق مقاطعة تولا وست أخرى فوق مقاطعة أوريول، بينما جرى إسقاط طائرة واحدة فوق كل من بريانسك وفورونيج. وتعتبر هذه المناطق من أكثر المواقع تعرضًا لهجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية خلال الشهور الأخيرة، نظرًا لقربها من الحدود الأوكرانية وطبيعة الأهداف العسكرية واللوجستية المنتشرة فيها.
وذكرت الوزارة أن الساعات الأربع والعشرين السابقة شهدت أيضًا اعتراض 27 طائرة مسيرة أخرى فوق بيلغورود وبريانسك وكورسك، ليصل العدد الإجمالي للطائرات التي تم إسقاطها خلال يوم واحد إلى 58 طائرة. وأكدت الوزارة أن هذه الهجمات لا تستهدف منشآت عسكرية فقط، بل تشمل أيضًا مواقع مدنية وأحياء سكنية، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم أساليب وصفتها بالإرهابية، تعتمد فيها على الطائرات المسيرة الأوكرانية والصواريخ والمدفعية لضرب البنية المدنية الروسية.
وفي المقابل، أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها ترد على هذه الهجمات عبر تنفيذ ضربات دقيقة تستهدف البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بما في ذلك مراكز تصنيع وتخزين وإصلاح الطائرات المسيرة، إضافة إلى مواقع تجمع القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب. وشددت الوزارة على أن العمليات الروسية تركز على المواقع ذات الطابع العسكري فقط، وأنها تأتي في إطار الدفاع عن المدنيين الروس الذين يتعرضون لهجمات متكررة. ومع تصاعد استخدام الطائرات المسيرة الأوكرانية في النزاع، يبدو أن المواجهات بين الطرفين تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا تعتمد فيها كييف على الهجمات الجوية الخفيفة والسريعة، بينما تعمل موسكو على تعزيز قدراتها الدفاعية والحد من تأثير هذه الهجمات.
0 تعليق