السياحة تعود إلى مصر .. والأمل فى تحسين تجربة الزوار

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سنحت لي الفرصة خلال الفترة الماضية في التنقل بين أكثر من مطار داخليًا وخارجيًا؛ لاحظت أن السياحة تعود بقوة إلى مطاراتنا المصرية. وإذا قارناها بالحركة السياحية في مطارات أخرى بأوروبا كاليونان ولندن وإسطنبول، أو مطارات عربية مثل دبي وبيروت والرياض وتونس فنستطيع القول وبارتياح إننا نسير نحو تحقيق الهدف المأمول وهو زيادة أعداد السياح الوافدين بمعدلات نمو تصل لـ30% سنويًا. طبعًا المقاصد لدينا أصبحت وجهات جاذبة نظرًا للاستقرار الذي تتمتع به مصر والحمد لله، مقارنة بالفوضى المنتشرة في عدة بلدان حولنا، يضاف إلى ذلك جاذبية الأسعار لدينا بعد التعويم. 

وتوصف السياحة من طرف الاقتصاديين بـ"النفط الجديد"، لأنها من أهم مصادر تدفق النقد الأجنبي، كما إن مردودها سريع، وتشغل العديد من القطاعات الاقتصادية في آن واحد، مثل الفنادق والمطاعم والنقل بأنواعه والحرف اليدوية والخدمات المصرفية والتجارية والزراعة والبناء والتشييد، وغيرها. 

خطة لجذب 30 مليون سائح

هذه المؤشرات الإيجابية على زيادة الوفود السياحية التي نلاحظها بالعين في المطارات المصرية تعكس استراتيجية طموحة لتحقيق 30 مليون سائح يزورون مصر مع حلول 2028 أي أكثر من ضعف عدد الذين زاروا البلاد في عام 2019 وهو عام الرواج الذي سبق جائحة كورونا. وتستند خطة الحكومة على عدد من المقومات لتحقيق هدفها السياحي، ومن أهمها التطور الكبير في البنية التحتية من فنادق ومطارات وطرق وخدمات النقل التي تربطها بالمزارات، إضافة للمشروعات الجديدة الجاذبة للسياح مثل المتحف المصري الكبير بعدما شهده من إقبال إثر افتتاحه الرسمي منذ عدة أيام، ومن قبله متحف الحضارة ومنطقة الأهرامات ونزلة السمان والمناطق الأثرية في الأقصر، ناهيك عن الاستقرار الأمني الذي تتمتع به مصر. 

وسيكون هناك تحدٍّ آخر يتمثل في عقد المزيد من الاتفاقيات مع الدول الأجنبية والعربية والأفريقية المصدرة للسياحة لتعزيز حجم التدفق السياحي منها نحو مصر، على أن تشمل الاتفاقيات تسهيل منح التأشيرة عند الوصول وهذا في حد ذاته كفيل بمضاعفة تدفق الرحلات إلى مصر. مع العلم أن 70% من السياحة القادمة إلى مصر هي من دول أوروبية حتى الآن وفي مقدمتها ألمانيا ثم المملكة المتحدة وبولندا وإسبانيا.. هذا بالإضافة للسوق الروسية. ومن المهم في هذا الإطار توفير رحلات مباشرة لأسواق أمريكا اللاتينية، لأن سياحها لديهم الرغبة لزيارة مصر لكنهم مضطرون للذهاب لمحطات عبور، مثل تركيا أو الإمارات حتى يصلوا إلى مصر. 

30 مليار دولار عائدات متوقعة 

وتسعى الاستراتيجية السياحية أيضًا إلى زيادة الإيرادات السنوية على مدى السنوات الثلاث المقبلة لتصل إلى 30 مليار دولار سنويا، ارتفاعا من نحو 16.7 مليار دولار العام الماضي بينما بلغت 13.6 مليار في 2023. ومن أجل زيادة العائدات مطلوب تنشيط سياحة التسوق وردّ ضريبة المبيعات للسائح المغادر بطريقة سهلة، وتوسيع مشاركة وزارة السياحة في المعارض الدولية العامة والمتخصصة أيضا التي تركز على نمط بعينه، مثل معارض سياحة السفاري والغوص، والبطولات الرياضية مثل الجولف والسيارات الرياضية والراليات بأنواعها. وهذا من شأنه أن يحقق زيادة إنفاق السائحين، حيث أن السائح هنا ينفق عشرة أضعاف السائح العادي الذي يأتي للسياحة الثقافية أو الشاطئية، وبالتالي يمكن جذب 30 مليون سائح بحلول سنة 2028 ومضاعفة الإيرادات أيضًا. بينما سيكون المتوقع عالميا في نفس الفترة أن يصل عدد السياح إلى 1.8 مليار سائح. 

نحو تحسين تجربة السائح

ومن واقع المعاينة الشخصية والمقارنة مع بعض الأسواق الأخرى لاستخلاص أفضل الممارسات والتجارب، يمكن عرض بعض الأفكار والمقترحات التي تساهم في تحقيق الاستراتيجية السياحية الطموحة. وتأتي في المقدمة زيادة عدد الرحلات الجوية وتخفيف الضغط على مطار القاهرة وتوزيع جزء من الحركة على مطاري سفنكس وبرج العرب. وقد لاحظت اكتظاظ مطار القاهرة مؤخرًا، خاصةً في رحلات الوصول حيث الطوابير طويلة والازدحام في الصالات لا يطاق، وهي التجربة الأولى التي يختبرها السائح عند وصوله لمصر ولابد أن تتغير للأحسن!.

 أيضا تعزيز السياحة العلاجية التي يوجد عليها طلب عالمي حاليًا وتعمل العديد من شركات التأمين الصحي جنبًا الى جنب مع شركات السياحة العلاجية لتسهيل هذا النوع من الخدمات. ولعله أمر ملحوظ جدًا تلك الوفود السياحية من فئات كبار السنّ يقفون طوابير بمطارات أوروبا استعدادًا للسفر أو وصولاً من رحلاتهم. ملامح بعض الجنسيات تدلّ على بلدانهم الآسيوية بدءًا باليابان ومرورًا بكوريا الجنوبية ووصولاً للصين وتايوان والهند.

وقد خطت عدد من دول أوروبا الشرقية خطوات هامة في التميز بهذا النوع من السياحة وحققت نجاحًا بفضل الجودة العالية لخدماتها. ومن الملاحظ أن مفاتيح النجاح تعتمد على تطوير طرق الحجز وتقديم الخدمة من خلال إنشاء منصات رقمية؛ وهذا ما نحتاجه وبشكل عاجل ومنظم في مصر لربط المرضى المحتملين من الخارج بمقدمي الخدمات في مصر. وأظن أن بناء، وخاصة تطوير، منشآت للاستشفاء أمر بالغ الأهمية في الوقت الحاضر، بما في ذلك طب الأسنان لأنه يحظى بعائد واعد، ناهيك عن جذب استثمارات جديدة محلية وعربية ودولية لتنويع الأنشطة السياحية بعيدًا عن السياحة الشاطئية والثقافية التي حققت رواجاً جيدا حتى الآن بفضل جودة الخدمات من إقامة ونقل ومزارات ومطاعم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق