تبحث الإدارة الأمريكية، بحسب ما كشفته صحيفة "بوليتيكو"، في خيار منح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ممرا آمنا في حال نجحت خطة البيت الأبيض للإطاحة به خلال الفترة المقبلة. وأفادت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة داخل الإدارة، أن النقاشات تتزايد حول مستقبل السلطة في فنزويلا وكيفية التعامل مع خروج محتمل لمادورو من البلاد، خصوصا أن واشنطن ترى أن استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية يستدعي البحث عن خيارات متعددة قد تشمل ترتيبات لنقل السلطة بشكل سريع. وتشير المصادر إلى أن مادورو يعتبر عنصرا محوريا في الأزمة الفنزويلية، وأن دفعه للخروج الآمن قد يكون أحد المسارات التي تناقشها الدوائر الأمريكية.
وبحسب التقرير، فإن منح مادورو والمقربين منه ممرا آمنا إلى دولة أخرى يمثل أحد الخيارات المطروحة في أروقة البيت الأبيض، حيث يعتقد بعض مسؤولي الإدارة أن وجهته المحتملة قد تكون تركيا، في حال لم يختر الانتقال إلى روسيا أو أذربيجان أو حتى كوبا، وهي دول تربطها به علاقات متفاوتة. وتضيف الصحيفة أن وجود مادورو في دولة لا تعارض الولايات المتحدة دورها في هذا الملف قد يسهل الانتقال السياسي داخل فنزويلا، لكنه يبقى خيارا حساسا ويحتاج إلى موافقة عدة أطراف دولية.
وفي الوقت نفسه، أشارت "بوليتيكو" إلى أن البيت الأبيض يناقش أيضا احتمال اعتقال مادورو ومحاكمته في الولايات المتحدة، وهو خيار لا يزال قيد الدراسة، لكنه يعكس مستوى التصعيد داخل الإدارة الأمريكية تجاه القيادة الفنزويلية. وتكشف الصحيفة أنه رغم استمرار التواصل مع المعارضة الفنزويلية، فإن إدارة ترامب لا تشركها في المناقشات المفصلة حول ما بعد رحيل مادورو، وأن ما يجري تداوله داخل أروقة القرار لا يزال "مفهوما للخطة" وليس خطة مكتملة.
وتضيف الصحيفة أن هذه النقاشات تأتي في سياق تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس، حيث تحدثت تقارير سابقة عن عمل القوات المسلحة الأمريكية على خيارات لضربات تستهدف تجار المخدرات داخل فنزويلا. كما سبق لترامب أن أكد أن أيام مادورو باتت معدودة، رغم تأكيده في الوقت ذاته أن واشنطن لا تخطط لشن حرب مباشرة على البلاد، بل تبحث عن وسائل ضغط سياسية واقتصادية ودولية.
ويتزامن ذلك مع انتقادات صريحة من الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي اتهم الإدارة الأمريكية بالسعي إلى استغلال ملف تجارة المخدرات كمبرر للتدخل في شؤون فنزويلا الداخلية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تهدف بالأساس إلى السيطرة على موارد الطاقة الفنزويلية. ويؤكد بيترو أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد سفن في المنطقة أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين، ما يشكل ـ من وجهة نظره ـ انتهاكا للقانون الدولي ويعمق الأزمة. وفي ظل هذه التطورات السياسية المعقدة، يصبح مستقبل مادورو مفتوحا على عدة سيناريوهات، يتقدمها خيار الممر الآمن إذا مضت واشنطن في خطتها لإزاحته.










0 تعليق