حذر الدكتور القس جاك سارة، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس والأمين العام الإقليمي للتحالف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من انتشار ما وصفه بـ"لاهوت الاستبدال الحديث"، حيث يُستبدل المسيح نفسه بالدولة الحديثة لإسرائيل، مشيراً إلى أن هذا التحريف ليس مجرد جدل لاهوتي بل عبادة وثنية تستخدم الدين لتبرير الاحتلال والقومية.
إسرائيل الحديثة في موضع العبادة
أوضح سارة أن الخطورة تكمن في رفع دولة سياسية إلى مقام العبادة، مع استخدام اللغة المسيحية ومخططات النبوة لتبرير سياسات الاحتلال.
وأشار إلى أن العديد من وزارات الكنائس الغربية ومبشري التلفاز يُروجون لدعم إسرائيل بلا نقد، ويركزون على الانتصارات العسكرية باعتبارها تحقيقًا للنبوءة، بينما يتم تجاهل الكنيسة الحية في فلسطين.
الشعب الحقيقي لله
أكد سارة أن عهد الله مع إسرائيل كان للرسالة وليس للهيمنة، وأن المؤمنين الحقيقيين يُعرفون بالإيمان بالمسيح لا بالعرق أو الحدود السياسية.
وأضاف أن استبدال المسيح بإسرائيل الحديثة هو المثال الحقيقي للـ"لاهوت الاستبدالي" المعاصر.
إسكات صوت الكنيسة المحلية
أشار سارة إلى أن المسيحيين الفلسطينيين الذين ينادون بالعدالة والسلام يُسكتون أو يُتهمون بالمعاداة للسامية، بينما تُروّج الزيارات المسيحية الغربية لصورة الدولة دون الالتقاء بالكنيسة المحلية.
وأكد أن هذا تحريف متعمد للحقائق يسعى لمحو الشهادة المسيحية الأصيلة في الأرض المقدسة.
دعوة للكنيسة العالمية
دعا الأمين العام الإقليمي للتحالف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الكنيسة العالمية إلى: الوقوف مع الحق والعدالة وليس القومية، الاعتراف بكرامة ودعوة الكنيسة الحية في فلسطين وإسرائيل، الاستماع إلى أصوات المؤمنين في بيت لحم والقدس وغزة وناصرة.
وختم بالتأكيد على أن الأمل الحقيقي للعالم ليس في أي علم أو جيش أو وعد سياسي، بل في المسيح، داعياً الكنيسة للعودة إلى رسالة الصليب وترك أي محاولة لاستبدال الإنجيل بالقوة السياسية.
0 تعليق