تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبلت شركة فوسفات مصر وفدًا صينيًا لبدء تنفيذ مشروع استراتيجي لإنتاج حامض الفوسفوريك بالوادي الجديد

استقبلت شركة فوسفات مصر الحكومية التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية، يوم الخميس، وفدًا صينيًا يمثل الشركة المنفذة لمشروع مصنع حامض الفوسفوريك، في زيارة ميدانية إلى موقع المشروع بهضبة أبو طرطور بمحافظة الوادي الجديد، بهدف وضع اللمسات الأولية للبدء الفعلي في تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الذي يُتوقع دخوله الخدمة عام 2027.

مشروع استراتيجي لتعظيم القيمة المضافة

كشف المهندس محمد عبد العظيم، رئيس شركة فوسفات مصر، أن الزيارة تأتي في إطار التوجيهات المباشرة من القيادة السياسية والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، لتنفيذ مشروعات القيمة المضافة لخام الفوسفات، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الثروات المعدنية المصرية.

وأوضح عبد العظيم أن المشروع المقام على مساحة 600 الف متر مربع بهضبة أبو طرطور يمثل خطوة محورية في منظومة تطوير صناعة الفوسفات المصرية، حيث سيعزز القيمة المضافة ويوطّن التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال الحيوي، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني.

ثقافة الأداء العالي والتوسع المدروس

أكد رئيس شركة فوسفات مصر التزام الشركة بثقافة أداء مرتفعة المعيار، وبخطط توسعية واضحة تترجم التكليفات والتوجهات الحكومية، مشيرًا إلى أن مشروع حامض الفوسفوريك يعد خطوة استراتيجية ستمكّن الشركة من تعظيم الاستفادة من الخامات الوطنية، ورفع كفاءة سلسلة الإمداد، وزيادة العوائد المالية للشركة.

وأضاف عبد العظيم أن المشروع جرى تطويره بمتابعة مباشرة من المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، في إطار رؤية شاملة لتطوير قطاع التعدين المصري وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية.

التغلب على التحديات وتحويلها لفرص

كشف رئيس الشركة عن مواجهة تحديات تشغيلية وتمويلية ولوجستية خلال مراحل التحضير للمشروع، إلا أن الشركة نجحت في تحويل هذه التحديات إلى فرص تطوير حقيقية عبر إقامة شراكات فنية وتنفيذية قوية مع جهات دولية متخصصة.

وأوضح أن رؤية الشركة للسنوات المقبلة ترتكز على التسريع المسؤول لمشروعات القيمة المضافة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتطبيق أفضل الممارسات البيئية، بما يضمن استدامة قيادة مصر لقطاع الفوسفات محليًا وإقليميًا.

توطين الصناعة ودعم المحتوى المحلي

أشار عبد العظيم إلى أن الشركة تستهدف تعميق التصنيع المحلي، ورفع نسب المحتوى المصري في مشروعاتها، وتوسيع قاعدة الموردين المحليين، بما يدعم سلاسل التوريد الوطنية ويخلق فرص عمل نوعية للشباب المصري في مجالات التعدين والصناعات التحويلية.

ولفت إلى أن الشركة تعتمد استراتيجية ابتكار عملية شاملة تشمل تحديث أنظمة الاستخراج والمعالجة، والتحول الرقمي في تتبع الخام ومراقبة جودته، وترشيد استهلاك المياه والطاقة، إلى جانب تطبيق برامج صارمة للسلامة والصحة المهنية لحماية العاملين والبيئة المحيطة.

قيادة إقليمية مستدامة

اختتم عبد العظيم تصريحاته بالتأكيد على عزم الشركة مواصلة قيادة قطاع الفوسفات في مصر والشرق الأوسط، عبر تنفيذ مشروعات نوعية، وإقامة تحالفات دولية استراتيجية، واعتماد مسارات تشغيل مرنة توازن بين تحقيق النمو الاقتصادي والالتزام البيئي والمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمعات المحلية.

صناعة الفوسفات في مصر

تُعد مصر من أكبر منتجي الفوسفات في إفريقيا والعالم العربي، حيث تمتلك احتياطيات ضخمة تُقدر بمليارات الأطنان، تتركز بشكل رئيسي في منطقة هضبة أبو طرطور بالوادي الجديد، والتي تُعتبر من أكبر مناجم الفوسفات المكشوفة في العالم.

وبدأ استخراج الفوسفات في مصر منذ أوائل القرن العشرين، حيث جرى اكتشاف أول رواسب تجارية في منطقة القصير على ساحل البحر الأحمر عام 1911، ومنذ ذلك الحين، شهد القطاع تطورًا ملحوظًا، خاصة مع اكتشاف حقل أبو طرطور في ستينيات القرن الماضي، والذي يحتوي على احتياطيات تُقدر بنحو 1000 مليون طن.

وتُستخدم صخور الفوسفات بشكل أساسي في إنتاج الأسمدة الزراعية، حيث يُعتبر حامض الفوسفوريك المادة الأساسية لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية المركبة. 

تطوير صناعة الفوسفات

وفي السنوات الأخيرة، سعت الحكومة المصرية لتطوير صناعة الفوسفات من خلال التركيز على مشروعات القيمة المضافة بدلًا من تصدير الخام الخام، بما يُحقق عوائد اقتصادية أعلى ويوفر آلاف فرص العمل.

وتشمل الخطة الاستراتيجية للدولة في هذا القطاع إقامة مجمعات صناعية متكاملة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، وتطوير البنية التحتية اللوجستية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة من الصين التي تُعد شريكًا استراتيجيًا في مجال التعدين والصناعات التحويلية.