أكد الأسقف هنريك ستوبكاير، رئيس الاتحاد اللوثري العالمي (LWF)، التزام الاتحاد المتجدد بدعم الشعب الفلسطيني في سعيه نحو الكرامة والعدالة، وذلك من خلال برامج الرعاية الصحية والتعليم والتدريب المهني، التي ينفذها مكتب خدمات الاتحاد في الأراضي المقدسة.
وجاءت تصريحات ستوبكاير خلال زيارته إلى القدس هذا الأسبوع، ضمن جولة تستمر حتى التاسع من نوفمبر، يلتقي خلالها ممثلون عن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وشركاء دوليين ومسؤولين سياسيين.
مستشفى أوغستا فكتوريا... 75 عامًا من خدمة الفلسطينيين
زار رئيس الاتحاد مستشفى أوغستا فكتوريا الواقع على جبل الزيتون في القدس الشرقية، والذي يحتفل هذا العام بمرور 75 عامًا على تأسيسه، حيث يقدّم خدماته للفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.
وخلال الزيارة، التقى ستوبكاير المرضى والطواقم الطبية، مشيدًا بدور المستشفى الإنساني في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة.
وقالت زيجلينده فاينبرنر، ممثلة الاتحاد اللوثري في القدس، إن الواقع السياسي في غزة والضفة الغربية يفرض تحديات خطيرة على عمل المستشفى، خاصة في ظل انعدام الاستقرار واستمرار العنف، مضيفةً رغم ضبابية المستقبل وصعوبة التخطيط، فإننا نسعى جاهدين للاستعداد لجميع السيناريوهات، وتوسيع قدرتنا على الاستجابة الطارئة متى تطلّب الأمر ذلك.
من جانبه، أكد الدكتور فادي عترش، المدير التنفيذي لمستشفى أوغستا فكتوريا، أن المستشفى يشكل ركيزة أساسية في منظومة الصحة الفلسطينية، ويعمل على دمج أحدث التقنيات الطبية في بيئة فلسطينية تحفظ كرامة المريض وهويته، قائلا : نحرص على تقديم العلاج بأحدث الوسائل الطبية وبأيدٍ فلسطينية، في بيئة تراعي ثقافة المريض وروحه، العدالة الصحية تعني المساواة في الوصول إلى العلاج، لأن الكرامة الإنسانية هي الأساس.”
دعم دولي للمستشفى وجهود لتعزيز الاستجابة الطبية
وأكد رئيس الاتحاد أن المستشفى مستعد لاستئناف علاج مرضى السرطان القادمين من غزة فور السماح بمرورهم إلى القدس، ولتأمين شحنات الأدوية والإمدادات الطبية إلى القطاع بمجرد فتح الممرات الإنسانية.
وشدّد قائلاً:“حتى المساهمات الصغيرة في دعم مستشفى أوغستا فكتوريا تعبّر عن التزامنا المشترك تجاه هذه الرسالة الإنسانية. فالأمر في جوهره يتعلق بكرامة الإنسان.”
التأهيل المهني للشباب... بناء الأمل من داخل المجتمع
ضمن زيارته، تفقد الأسقف ستوبكاير مركز التدريب المهني التابع للاتحاد في رام الله، والذي يقدّم برامج تدريبية متخصصة للشباب الفلسطيني في مجالات النجارة، الميكانيكا، التصميم الداخلي، الجرافيك والطباعة، الاتصالات، والكهرباء.
ويقدّم المركز برامج تدريب تمتد لعام أو عامين، حيث يتخرج منه سنويًا نحو 350 طالبًا وطالبة، بما في ذلك الدورات القصيرة.
وقال مدير المركز يوسف شلعان إن برامج التدريب ساهمت في تأهيل أكثر من 1000 شابة فلسطينية خلال السنوات الخمس الماضية، حتى في المجالات التي كانت حكرًا على الرجال.
وأضاف: “رغم الظروف الصعبة، يتمتع خريجونا بنسبة توظيف مرتفعة، لأن سوق العمل الفلسطيني يعاني من نقص في المهارات الفنية. من يمتلك المهارة والعزيمة يجد دائمًا الفرصة.”
ستوبكاير: التعليم والصحة جناحا الكرامة الإنسانية
وفي ختام زيارته، قال رئيس الاتحاد اللوثري العالمي إن الجهود في مجالي الصحة والتعليم تمثل استثمارًا في مستقبل فلسطين، مضيفًا بان رؤية هؤلاء الشباب الملتزمين تمنحنا الأمل. فتمكين الإنسان من أن يبني مجتمعه ومستقبله هو الطريق الحقيقي لبناء السلام.
0 تعليق