يفتتح الفنان السوري الكبير بهرام حاجو معرضه "الإنسان" بجاليري مصر بالزمالك وسوف يفتتح المعرض المرتقب الأحد 9 نوفمبر2025 في السابعة مساءً في حضور كوكبة من الفنانين والنقاد.
أحد أبرز الرسامين التشكيليين
يُعرف "حَاجّو" كأحد أبرز الرسامين التشكيليين في جيله، إذ تتعمق أعماله في تعقيدات العلاقات الإنسانية، سواء الشخصية أو الجماعية. تظهر لوحاته التوترات النفسية الدقيقة التي تُشكّل جوهر التواصل العاطفي.
ومن خلال ملاحظاته الدقيقة وتحليله الذاتي المتواصل، يكشف "حَاجّو" هشاشة التواصل والحميمية؛ حيث تبدو شخصياته معلّقة بين المواجهة الصامتة والتأمل الداخلي، مجسّدةً صراع الإنسان في التعبير، والحب، والرغبة في أن يُفهم. يثير الصدق العاطفي الخالي من الزخرفة أو التكلّف في أعماله استجابة فورية وعميقة لدى المشاهد.
نسعى أعماله الفنية لإثارة حوار داخلي في نفس المتلقي، فالشخصيات في لوحاته إما تنظر إلينا مباشرة أو تدير ظهورها لنا. فى كلا الحالتين، تتجاوز الإطار المكاني للوحة كما لو كانت تدخل أو تغادر المشهد سينمائياً. ويتحقق هذا بفضل أطوالهم الطبيعية، ودقة تشريحهم، ولغة الجسد العالمية التي ينطقون بها.
معرض انسان
الإنسان هو المحور، وبشكل أدق: كينونة الإنسان بكل جوانبها، مع التركيز على التحديات والقصور في الخطاب الإنساني أو حتى السياسي منه، دقيقة في التعبير لكنها مباشرة بلا هوادة. تُقدَّم في تركيبات قوية ونابضة بالحياة تُحفّز فوراً التفسيرات والذكريات والمشاعر. يلي الارتباك والحزن قبول وتعاطف ومشاعر إنسانية متعددة، تجسد جوهر الوجود الإنساني.
تُنفذ أعمال "بهرام حَاجّو" كبيرة الحجم من خلال عملية متعددة الطبقات تعكس العمق الدلالي الكامن في الصور. في الخطوة الأولى، يضع "حَاجّو" القماش على الأرض ويمزج الألوان الأكريليك مع أصباغ مباشرة على السطح. باستخدام القماش والفرش، ينشر بقع الألوان فوقها. ثم يعلّق القماش على الحائط، ويديره عدة مرات باحثاً عن الإلهام. ومن خلال حوار بصري مع البُنى والألوان، تبدأ الصورة بالظهور تدريجياً في طبقات. يرسم ملامح شخصيات أو رؤوس بالفحم، ثم يمنحها شكلًا، أحياناً شفافاً، وأحياناً كثيف الملمس، وأحياناً يُعيد طلاء أجزاء منها.
تتنوع معاني أعماله بقدر تنوع طبقات المادة واللون نفسها، وأحياناً تختبئ خلفها. يكشف ويخفى في الوقت ذاته النواقص والمشكلات كما تعبر عوالمه التصويرية بلغة بصرية غنية رؤية وتأملات عالمية تُفهَم دولياً.
في عام ٢٠١٤، مُنح "بهرام حَاجّو" جائزة "هنري ماتيس" المرموقة من متحف "شاتو موزيه جريمالدي" فى فرنسا، وهو تكريم نال بفضله تقديراً واسعاً في المشهد الفني الفرنسي، بما في ذلك مقال موسّع عنه في صحيفة "لوموند" الفرنسية.
بهرام حاجو.. من مواليد عام ١٩٥٢ في "ديرونا"، شمال سوريا، هو فنان ألماني - سوري كردى، ذو شهرة عالمية، يُحتفى به لتأثيره العميق في التصوير المعاصر. يعيش ويعمل بين ألمانيا ونيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية.
بعد دراسته في قسم "مونستر" التابع لأكاديمية الفنون الشهيرة في "دوسلدورف"، أصبح طالباً رئيسياً تحت إشراف الأستاذ "نوربرت تاديوس"، وبعد فترة قصيرة من التدريس في مدرسة "جزامتشوله" أوكندورف" في "جلسنكيرشن"، كرّس نفسه بالكامل لممارسته الفنية في أوائل التسعينيات، وهو مسار لا يزال يحدد حياته وإرثه حتى اليوم.
تم اقتناء أعمال "حَاجّو" في مجموعات خاصة وعامة مهمة حول العالم، من بينها متحف "المتحف العربي للفن الحديث» (قطر)، وقاعة الفن "أرت هال أولدنبرغ" (ألمانيا)، و"بنك دويتشه" (ألمانيا)، ومجموعة "الشيخ راشد آل خليفة" (البحرين)، ومجموعة "ألبرت أوهايون" (الولايات المتحدة)، ومجموعة "مانفريد جوبتس" (ألمانيا).
يستمر المعرض حتى 4 ديسمبر بحاليري مصر .






















0 تعليق