نظم معهد هوفنجتون المسكوني التابع للكلية الهيلينية للصليب المقدس، المؤتمر اللاهوتي الدولي بعنوان “الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية: دفع الحوار إلى الأمام”، وذلك بمدينة بروكلين بولاية ماساتشوستس الأمريكية ، واستضافه على أراضيه، بمشاركةٍ واسعة من الأساقفة واللاهوتيين والأكاديميين من الكنيستين الأرثوذكسيتين الشرقية والمشرقية.
ويُعدّ هذا المؤتمر من أبرز اللقاءات المسكونية في السنوات الأخيرة، إذ يجمع أكثر من 120 مشاركًا من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (اليونانية، الروسية، الرومانية وغيرها)، ومن الكنائس الأرثوذكسية المشرقية (القبطية، السريانية، الأرمنية، الإثيوبية، والإريترية)، في أجواء من الأخوّة والصلاة المشتركة، سعيًا إلى تفعيل مسيرة الحوار اللاهوتي وتجديد الجهود نحو الوحدة الكنسية المرجوّة.
افتتاح المؤتمر بصلاة الغروب ووحدة القلوب
افتُتحت أعمال المؤتمر بالصلاة في كنيسة الصليب المقدس، حيث رُفعت الصلوات من أجل سلام الكنيسة الجامعة ووحدة الإيمان.
أعقب الصلاة استقبالٌ رسمي في المركز الثقافي ماليُوتِس التابع للكلية الهيلينية، أتاح للمشاركين فرصة التعارف وتبادل الرؤى حول مستقبل الحوار الأرثوذكسي.
الجلسة الافتتاحية.. كلمات تؤكد الإيمان الواحد وروح نيقية
أدار الجلسة الافتتاحية القس الدكتور جون خريستسافغيس، مستشار العلاقات المسكونية لدى رئاسة أبرشية أمريكا التابعة للبطريركية المسكونية.
وتضمّنت الجلسة كلماتٍ رئيسية لعددٍ من الأساقفة واللاهوتيين تناولت الأبعاد اللاهوتية والتاريخية لوحدة الكنيسة وإيمانها الرسولي الواحد.
المطران إلبيدوفوروس: وحدة العقيدة هي الركيزة الأساس للوحدة الكنسية
ألقى رئيس الأساقفة إلبيدوفوروس متروبوليت أمريكا (البطريركية المسكونية) كلمةً بعنوان “نيقية واحدة ووحدة الإيمان”، أكّد فيها أن روح مجمع نيقية الأول ما تزال حيّة في حياة الكنيسة، وأن وحدة العقيدة التي أعلنها الآباء المجمعيون هي الأساس لكل وحدةٍ كنسية حقيقية.
المطران فيكن آيكازيان: استعادة روح نيقية كمنارةٍ للمسكونية
وقدّم الدكتور رئيس الأساقفة فيكن آيكازيان، عضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي (الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية – إتشميادزين)، مداخلةً بعنوان “مجمع نيقية ومعناه في الكنيسة الأرمنية”.
وأشار إلى الأثر الروحي العميق الذي تركه المجمع في التراث الأرمني، داعيًا إلى استعادة روح نيقية كمنارةٍ للمسكونية الأصيلة.
الأنبا كيرلس: المحبة والحوار هما الطريق نحو الشركة الكاملة
ألقى الأنبا كيرلس، الأسقف العام لـ لوس أنجلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواي للأقباط الأرثوذكس، كلمةً بعنوان “تجديد الحوار الأرثوذكسي الشرقي - المشرقي”، استعرض فيها المسار التاريخي للحوار اللاهوتي بين العائلتين الأرثوذكسيتين خلال العقود الأخيرة.
وأكد علي أن المحبة والحوار والصلاة المشتركة هي السبيل الأوحد نحو استعادة الشركة الكاملة، مشددًا على التزام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الدائم بمسار الحوار بروح الرجاء والثبات.
لاهوت الشهادة عبر العصور
كما قدّمت الدكتورة كريستينا أندريسن كلمةً بعنوان “الشهادة المتوازية: الشهداء القدماء والخبرة المعاصرة”، قارنت فيها بين اختبار الشهادة في الكنيسة الأولى وتجارب الإيمان في عالم اليوم، مؤكدةً أن وحدة الكنيسة تنبع من وحدة الشهادة للمسيح عبر الأجيال.
المؤتمر علامة مسكونية فارقة في مسيرة الوحدة
أجمعت كلمات الجلسة الافتتاحية على أن المؤتمر يشكّل منعطفًا لاهوتيًا ومسكونيًا مهمًّا في مسيرة الحوار الأرثوذكسي، مؤكدةً أن وحدة الإيمان لا تقوم على التوافق الفكري فقط، بل على شركة المحبة والحياة الروحية التي توحّد جسد المسيح الواحد.
جلسات متواصلة ومناقشات نحو خطوات عملية
يُواصل المؤتمر جلساته على مدار الأيام المقبلة، حيث تُقدَّم مداخلات لاهوتية وحوارات أكاديمية وروحية بمشاركة نخبة من الأساقفة والعلماء والمربين من مختلف الكنائس الأرثوذكسية، بهدف بلورة خطوات عملية لاستعادة الشركة الكاملة بين العائلتين الأرثوذكسيتين.
ختام اليوم الأول.. شكرٌ لله على وحدة القلوب والرجاء المشترك
في ختام اليوم الأول، عبّر المشاركون عن امتنانهم لحفاوة الاستقبال في الكلية الهيلينية، شاكرين الله على ما جمعه الروح القدس من وحدةٍ في القلوب والعقول.
وأعربوا عن أملهم أن تُثمر هذه اللقاءات خطوات ملموسة نحو تجديد العلاقات الأخوية وتعزيز التعاون اللاهوتي والروحي بين الكنائس الأرثوذكسية كافة.
صلاة من أجل وحدة الكنيسة الجامعة
واختُتمت الفعاليات برفع صلاة جماعية جاء فيها : “ليبارك الرب هذه الجهود المخلصة، ويقود بخطاه السلامية مسيرة الكنيسة الجامعة نحو الوحدة في الإيمان ورباط المحبة، لمجد اسمه القدوس في كل المسكونة.”




0 تعليق