أطلقت المنظمة الدولية للهجرة مبادرة بارزة، مع حكومتي غامبيا وموريتانيا لتعزيز القدرات الوطنية للاستجابة لوفيات واختفاء المهاجرين، على طول الطرق التي تربط أفريقيا وأوروبا.
بيانات المهاجرين المفقودين
وأفادت المنظمة، أنه ستستفيد من هذه المبادرة "وهي الأولى من نوعها" في غرب إفريقيا، من خبرة المنظمة الدولية للهجرة الممتدة لعقود في مجال بيانات المهاجرين المفقودين وإدارة الهجرة، لتعزيز التنسيق الوطني بشأن المهاجرين المفقودين في كلا البلدين، ويهدف المشروع إلى تحقيق استجابة حكومية شاملة للتحديات المعقدة التي تنشأ بعد وفاة المهاجرين أو اختفائهم.
قالت سيلفيا إيكرا، والمديرة الإقليمية للمنظمة الدولية للهجرة في غرب ووسط إفريقيا: بتمكين الحكومات الوطنية والمحلية وتعزيز التعاون عبر الحدود، لا لننقذ الأرواح فحسب، بل نعيد الأمل والكرامة أيضًا للأسر التي انتظرت طويلًا للحصول على إجابات.
وأضافت، أن قيادة غامبيا وموريتانيا لهذه القضية تُرسي معيارًا جديدًا لكيفية معالجة العمل الوطني المنسق لهذه القضية المعقدة بفعالية.
أكثر من 30 الف حالة وفاة لمهاجرين مفقودين
سجّلت المنظمة الدولية للهجرة على مدار العقد الماضي، أكثر من 30 ألف حالة وفاة لمهاجرين مفقودين في البحر الأبيض المتوسط، منها 5 آلاف على طول الطريق من غرب أفريقيا إلى المحيط الأطلسي إلى إسبانيا، ونحو 6 آلاف عند عبور الصحراء الكبرى.
وتُبرز المآسي الأخيرة، مثل حادثة غرق السفينة في أغسطس 2025 قبالة موريتانيا، والتي أودت بحياة 134 شخصًا على الأقل، ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة.
قضية المهاجرين المفقودين أولوية رئيسية لحكومة غامبيا
قال سيرينج مودو نجي، وزير الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين في الخارج: "لا تزال معالجة قضية المهاجرين المفقودين أولوية رئيسية لحكومة غامبيا".
وأضاف، "هدفنا هو منع الخسائر المأساوية في الأرواح واختفاء المهاجرين، مع ضمان حصول العائلات على الإجابات ونهاية للمأساة التي تستحقها، يأتي هذا المشروع في وقت مناسب للغاية، حيث أطلقنا مؤخرًا فريق العمل الوطني المعني بالمهاجرين المفقودين، ونعزز جهود التنسيق مع الدول المجاورة للاستجابة بفعالية أكبر لهذا التحدي المشترك".
من خلال هذه المبادرة، ستُنشئ غامبيا وموريتانيا أنظمة حكومية مُنسّقة للتحقيق في حالات المهاجرين المفقودين، واستعادة هويات المتوفين، وتزويد العائلات بالإجابات التي تستحقها، وستُعزز ورش العمل المُصمّمة خصيصًا لبناء القدرات والتوجيه القدرات المؤسسية والتعاون عبر الحدود، مما يُمكّن الدول من تحديد أماكن المفقودين والتعرف على رفاتهم، وبالتالي منع نسيان هذه المآسي.
الطريق البحري الأطلسي لغرب إفريقيا يتسبب في مآسٍ إنسانية
قالت فاطمة محمد سالم، مديرة الحدود وهجرة اللاجئين والشؤون البرية بوزارة الداخلية، ووزارة تعزيز اللامركزية والتنمية المحلية في موريتانيا: "لا يزال الطريق البحري الأطلسي لغرب أفريقيا يتسبب في مآسٍ إنسانية".
وأضافت: "من خلال هذا المشروع، نأمل في تسليط الضوء على الخسائر في الأرواح، ودعم الأسر في بحثها عن حلول، وتعزيز جهود الوقاية".
وتظل معالجة حالات وفاة المهاجرين واختفاءهم أولوية إنسانية رئيسية، ويُسهم تعزيز النظم الوطنية لإدارة الهجرة بأمان وفعالية في الحد من المخاطر، ويضمن إدارة الهجرة بطريقة إنسانية وكريمة، ويُمكّن بناء الأدوات المؤسسية والشراكات والقدرات التقنية الحكومات من الوفاء بالتزاماتها، وتعزيز آليات الحماية، وتعزيز استقرار الأسر والمجتمعات في جميع أنحاء المنطقة.
وستنفذ المنظمة الدولية للهجرة المشروع بالتنسيق مع المبادرات التي تنفذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفريق الطب الشرعي الأرجنتيني، وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية، في مجالات مثل التعرف الجنائي، وتتبع أفراد الأسرة، والمساعدة النفسية والاجتماعية.
وتشكل هذه المبادرة جزءًا من جهود المنظمة الدولية للهجرة الرامية إلى تجاوز البيانات المتعلقة بالمهاجرين المفقودين وتقديم إجراءات ملموسة، وضمان حصول الأسر على الإجابات والدعم، مع مساعدة الدول الأعضاء على الاستجابة لهذا التحدي العاجل.
وقد أصبح هذا المشروع ممكنًا بفضل الدعم المالي المقدم من وزارة الخارجية الفيدرالية السويسرية (FDFA)








0 تعليق