كشف عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي، عن مطامع اليهود ومواقفهم المتحدية للتاريخ والوقائع، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني لديه أهداف أعمق من مجرد مطالبات دينية، كاشفًا عن حقائق تاريخية مدعومة بكتب لعلماء يهود تنفي قصة الخروج.
وأكد “السيسي”، خلال لقائه مع الإعلامي شريف الطوخي، ببودكاست “شيفت”، على فكرة "الكراهية التاريخية" الموجهة لمصر، مستشهدًا بمحاولة اليهود إخراج تمثال رمسيس الثاني إلى فرنسا لإذلاله، مشيرًا إلى واقعة مثيرة للجدل حين قام "عصر مرشالية" بقطع لفائف التحنيط عن قدم رمسيس الثاني، قائلاً: "أخرجتنا من مصر أحياء، وأخرجناك من مصر ميتاً"، رغم أن رمسيس الثاني لا علاقة له بفرعون الخروج.
واستند إلى كتاب "التوراة المكتشفة" لعالمي الآثار اليهوديين فينكلشتاين وسيلفرمان، مؤكدًا أن الكتاب ينفي تماماً وجود قصة "خروج" لشعب بهذا الحجم من مصر، أو واقعة "شق البحر"، وأن توراتهم ظلمت رمسيس الثاني.
وروى واقعة شهيرة تثبت النفوذ اليهودي والبريطاني في الشؤون الأثرية، موضحًا أنه بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، أمر مرقس باشا حنا (وزير الأشغال في حكومة سعد زغلول عام 1924) بإغلاق المقبرة ومنع المنقّب هاورد كارتر من الدخول، بسبب السرقة والنهب، وتدخل أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة مشهورة خاطب فيها الممول اللورد كارنارفون، محذراً إياه قائلا: "أمن سرق الخليفة وهو حي * يعفّ عن الملوك مكفنين؟" أي: هل من سرق الخديوي وهو حي لن يسرق الملك توت عنخ آمون وهو ميت؟، وذهب كارتر إلى رئيس الوزراء والمندوب السامي البريطاني ورفضوا طلبه لفتح المقبرة، ثم عاد وهدد بأنه وجد برديات تنسف موضوع البحر الأحمر وقصص الخروج.
ولفت إلى أنه بعد التهديد، فُتحت المقبرة وتم سحب البرديات التي صادرها البريطانيون، ثم تراجع كارتر لاحقاً عن كلامه، مدعياً أنها كانت مجرد ملابس داخلية للملك، مرجعًا سرقة البرديات إلى اللورد كارنارفون الذي كان متزوجاً من إيمي، حفيدة عائلة روتشيلد (أكبر عائلة اقتصادية ومصرفية).
وحول عمر الحضارة المصرية، أشار إلى كتابات المؤرخ المصري مانيتون السمنودي (285 ق.م)، الذي قسّم التاريخ المصري إلى عصور أسبق من عصر الأسرات الـ 30 المعروف، وتشمل تلك العصور عصر "شمس حور" 13,400 سنة، وعصر "الملوك الأجلاء" 10,000 سنة، وعصر "الملوك أشباه الآلهة" 10,000 سنة، مما يشير إلى تاريخ قد يصل إلى 33,000 سنة قبل التاريخ المعروف.
وأكد أن مصر هي أول دولة موحدة بالله، حيث كان المعبود "آمون" هو الإله الواحد الذي لا تُعرف رؤيته ولا اسمه، وكانوا يرمزون له بصفاته العليا مثل الصقر (حورس)، الذي يمثل حرف الألف (لا شيء قبله) والمجد لله في الأعالي.
سبب وصول المصريين القدماء إلى التوحيد وقانون الأخلاق الرفيع
ولخص الدكتور وسيم السيسي، سبب وصول المصريين القدماء إلى التوحيد وقانون الأخلاق الرفيع بالزراعة والصناعة، حيث ربطوا دفن البذرة ثم خروجها بالحياة بعد الموت، مؤكدًا أن قانون الأخلاق المصري كان يعلم الفرد أنه سيحاسب أمام 42 قاضياً، وكان يتضمن أسئلة رفيعة المستوى يصعب على العصر الحديث الإجابة عليها، مشيرا إلى أن أحد العلماء الكبار (ول ديورانت) قال: "نحن بحاجة إلى 200 سنة للوصول إلى هذا المستوى الرفيع من قانون الأخلاق".












0 تعليق