اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة بأنها العنصر الأخطر للانتشار النووي في العالم، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استئناف بلاده لتجارب الأسلحة النووية، وهو ما أثار موجة واسعة من القلق الدولي. وجاءت تصريحات عراقجي في تدوينة نشرها على منصة "إكس"، حيث أشار إلى أن القرار الأمريكي يعكس "عقلية متغطرسة" تضع أمن العالم على المحك وتدفع نحو سباق تسلح جديد.
وقال عراقجي إن الولايات المتحدة بإعادة تسميتها "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب"، تؤكد نواياها العدوانية وتعيد فتح ملف خطير طالما هدد الأمن الدولي، معتبرًا أن واشنطن تسعى لتبرير امتلاكها لترسانة هائلة من الأسلحة النووية في الوقت الذي تتهم فيه الآخرين بتهديد السلم العالمي. وأضاف أن هذا السلوك الأمريكي يمثل دليلًا قاطعًا على أن واشنطن ليست فقط غير ملتزمة بمعاهدات الحد من الانتشار النووي، بل تسعى لتقويضها بالكامل.
وأوضح الوزير الإيراني أن البرنامج النووي الإيراني السلمي يُقدَّم بشكل مضلل من قبل الولايات المتحدة على أنه تهديد، بينما تتجاهل واشنطن تمامًا التزاماتها الدولية، وتسمح لنفسها باستئناف التجارب التي حُظرت لعقود. وأكد أن مثل هذه الخطوات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتشكل خطرًا مباشرًا على الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وشدد عراقجي على أن العالم يجب أن يتحرك بشكل جماعي لمحاسبة الولايات المتحدة ومنعها من تطبيع الانتشار النووي، مشيرًا إلى أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه التصرفات سيشجع دولًا أخرى على انتهاك الاتفاقيات الدولية الخاصة بالحد من التسلح.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه أمر وزارة الحرب بالبدء الفوري في تنفيذ تجارب نووية جديدة، معتبرًا أن الوقت الحالي "مناسب" لإعادة هذه الأنشطة. وتُعد هذه الخطوة، وفق مراقبين، عودة خطيرة إلى مرحلة سباق التسلح النووي التي كانت تهدد العالم خلال الحرب الباردة.
ويُبرز هذا الموقف الإيراني المخاوف المتزايدة من تراجع الالتزامات الدولية تجاه اتفاقيات الانتشار النووي في العالم، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوترات السياسية والعسكرية على نطاق واسع.









 
                
            
0 تعليق