أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن قرار روسيا الانسحاب من اتفاقية التخلص من البلوتونيوم المبرمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي ردًا على أي محاولات لتقويض مصالحها العسكرية والسياسية والأمنية.
وقالت زاخاروفا إن الانسحاب يمثل إجراءً دفاعيًا استراتيجيًا يهدف إلى حماية سيادة روسيا ومصالحها الوطنية، في ظل ما وصفته بمحاولات خارجية لفرض قيود أو تحديات على برنامجها النووي. وأضافت أن موسكو تراقب عن كثب أي تحركات أمريكية قد تؤثر على أمنها القومي، وأن الرد بالمثل على أي خرق أو تهديد سيكون ضمن نطاق سياسة الردع النووي المعتمدة.
وأشارت المتحدثة الروسية إلى أن الانسحاب لا يعني تصعيدًا تلقائيًا، لكنه رسالة واضحة للولايات المتحدة بأن روسيا لن تسمح بأي تدخل في برامجها العسكرية والنووية، مؤكدة أن بلاده ستواصل الالتزام بمبادئ الأمن النووي العالمي وفق مصالحها الاستراتيجية.
ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والولايات المتحدة حول الملف النووي الدولي وبرامج الحد من الأسلحة، حيث سبق أن حذرت موسكو من أي محاولات لإعادة فرض قيود على مخزونها من المواد النووية الحساسة. وأضافت زاخاروفا أن القرار يعكس أيضًا حرص روسيا على الحفاظ على توازن القوى النووية على المستوى الدولي، وضمان عدم استغلال أي اتفاقيات دولية لفرض قيود أحادية الجانب.
وأكدت الوزارة أن موسكو ستستمر في متابعة جميع التطورات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية والمواد الانشطارية، وستتخذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، بما يشمل التعاون مع شركائها الدوليين ضمن الأطر التي تراها مناسبة.
وأوضحت زاخاروفا أن الانسحاب من الاتفاقية لن يؤثر على التزامات روسيا تجاه الأمن النووي العالمي، مشيرة إلى أن البلاد ستظل ملتزمة بالمعايير الدولية الخاصة بالسلامة النووية ومنع انتشار الأسلحة النووية، مع مراعاة مصالحها الوطنية وحمايتها من أي استغلال محتمل.
يذكر أن اتفاقية التخلص من البلوتونيوم بين روسيا والولايات المتحدة، كانت تهدف إلى الحد من مخزون المواد الانشطارية الخطرة، لكنها شهدت توترات متكررة خلال السنوات الماضية بسبب الخلافات السياسية والاقتصادية بين البلدين. ويؤكد إعلان الانسحاب الروسي استمرار حالة التوتر بين الطرفين حول الملفات النووية والاستراتيجية.











0 تعليق