أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه منح كوريا الجنوبية الموافقة الرسمية لبناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، في خطوة من شأنها تعزيز القدرات الدفاعية لسيول وتوسيع نفوذها البحري في منطقة شرق آسيا. وتعد هذه الخطوة التاريخية، إن تم تنفيذها فعلًا، نقطة تحول في التوازن العسكري في شبه الجزيرة الكورية، إذ ستكون الغواصة النووية الكورية الجنوبية الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.
وخلال جولته الآسيوية التي شملت لقاءات مع الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج وعدد من القادة الإقليميين، قال ترامب إن سيول وافقت كذلك على شراء كميات ضخمة من النفط والغاز الأمريكيين، ما يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأشار إلى أن الجانبين وضعا اللمسات الأخيرة على اتفاق تجاري جديد خلال القمة التي عقدت في العاصمة الكورية الجنوبية يوم الأربعاء.
ويأتي إعلان ترامب عن الغواصة النووية الكورية الجنوبية بعد طلب سابق من سيول للحصول على إذن من واشنطن لإعادة معالجة الوقود النووي المستخدم لتشغيل الغواصات. وكانت الولايات المتحدة قد منعت كوريا الجنوبية بموجب اتفاق ثنائي من القيام بأي أنشطة تتعلق بإعادة معالجة الوقود النووي دون موافقة مسبقة، وذلك للحد من انتشار التكنولوجيا النووية الحساسة.
الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج كان قد شدد في أكثر من مناسبة على حاجة بلاده إلى غواصات نووية متقدمة تمكنها من مراقبة التحركات البحرية الكورية الشمالية والصينية لفترات أطول وبقدرات أكبر من الغواصات التقليدية العاملة بالديزل. واعتبر أن امتلاك الغواصة النووية الكورية الجنوبية سيساهم في رفع جاهزية القوات البحرية ويمنح بلاده استقلالية أكبر في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
وكتب ترامب في منشوره: «أعطيتهم الموافقة على بناء الغواصة النووية الكورية الجنوبية بدلًا من الغواصات القديمة التي تعمل بالديزل والأقل تطورًا بكثير»، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل «قفزة نوعية في التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية».
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه التحالف الأمريكي الكوري توترًا متزايدًا مع تصاعد التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، ما يجعل مشروع الغواصة النووية الكورية الجنوبية جزءًا محوريًا في إستراتيجية الردع البحري الجديدة التي تسعى إليها سيول وواشنطن معًا.










0 تعليق