في أول تعليق له على سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة ماضية في القتال حتى تحقيق النصر.
وأشار إلى أن قرار انسحاب قيادة الجيش ولجنة الأمن من المدينة جاء بعد تقديرات ميدانية لتفادي تعريض المدنيين لمزيد من الدمار والقتل، ولضمان انتقالهم إلى منطقة آمنة تسهم في حماية السكان وتقليل الخسائر.
مراحل المعركة المفروضة على الشعب السوداني
وأوضح البرهان أن ما يجري في السودان يمثل مرحلة من مراحل المعركة المفروضة على الشعب السوداني، مؤكداً أن الجيش "سينتصر لأنه مسنود بإرادة الشعب"، مثمناً دور القوات المشتركة وكل المكونات التي تقاتل إلى جانب القوات المسلحة.
وجدد تعهده بـ محاسبة مرتكبي الجرائم ضد المدنيين، مستنكراً ما وصفه بـ "انتهاك قرارات مجلس الأمن والأعراف الدولية"، ومؤكداً أن الشعب السوداني سيقتص من "المجرمين الذين لا ينتمون للوطن".
جاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، عقب حصار استمر أكثر من 500 يوم. وظهرت مشاهد مروعة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين وجنود جرحى، ما أثار موجة تنديد واسعة داخل السودان وخارجه.
واتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر بحق المدنيين، فيما وصفت لجان المقاومة الأحداث بأنها "جرائم ضد الإنسانية".
دعوات أممية
وأدان خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف "صمود"، الانتهاكات "المروعة" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، مطالباً بتحقيق دولي عاجل ومحاسبة المسؤولين عنها، مع ضرورة تأمين ممرات آمنة للمدنيين.
من جهتها، دعت بريطانيا والولايات المتحدة قوات الدعم السريع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، في حين ظهر عبد الرحيم دقلو، نائب قائد الدعم السريع، في مقطع مصور يأمر قواته بعدم الاعتداء على المدنيين أو نهب ممتلكاتهم، متوعداً بالتوجه نحو الأبيض، وكردفان، وبورتسودان.
ويُنظر إلى الفاشر باعتبارها مدينة استراتيجية تمثل مفتاح السيطرة على غرب السودان. وبسقوطها، فقدت الحكومة السيطرة الكاملة على إقليم دارفور، ما يثير مخاوف من تحول الصراع إلى سيناريو شبيه بليبيا، في ظل وجود حكومة "تأسيس" موازية شكلتها قوات الدعم السريع في نيالا.
في الوقت نفسه، تتحدث تقارير عن اشتداد المعارك في شمال كردفان، حيث تصدى الجيش لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على جبل هشابة قرب مدينة الأبيض.
موجات النزوح الجماعي
وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش تمكن من تدمير عدد من العربات القتالية واستعادة السيطرة على المنطقة بعد قتال عنيف أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.
وفي شمال دارفور، تواصل موجات النزوح الجماعي من الفاشر، حيث أكد المتحدث باسم النازحين واللاجئين آدم رجال أن الآلاف فرّوا نحو منطقة طويلة التي تسيطر عليها قوات عبد الواحد محمد نور، وسط أوضاع إنسانية كارثية تشمل نقص الغذاء والدواء والمأوى، داعياً المنظمات الدولية إلى تدخل عاجل لمنع كارثة إنسانية وشيكة.
من جانبها، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلق بالغ إزاء تفاقم الأوضاع في الفاشر، مؤكدة أن آلاف المدنيين أُجبروا على الفرار في ظروف قاسية، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة وعمليات ابتزاز واحتجاز ونهب أثناء محاولتهم الهرب من المدينة.














0 تعليق