بدأت روسيا تنفيذ خطة دفاعية جديدة وُصفت بأنها "غير مسبوقة"، عبر نشر قوات احتياط مدرّبة لحماية المنشآت الحيوية والبنية التحتية الاستراتيجية من هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية المتكررة، التي طالت في الأشهر الأخيرة مستودعات الوقود ومصافي النفط وموانئ رئيسية.
لأول مرة.. جنود الاحتياط في مهام الحماية الداخلية
ذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية أن منطقة لينينغراد المحيطة بمدينة سانت بطرسبرغ شهدت بداية نشر وحدات خاصة من قوات الاحتياط، مكلفة بمهام منع التخريب وتأمين المرافق الاستراتيجية.
ويضم التشكيل الجديد 105 جنود احتياط مزودين بأسلحة خفيفة ومركبات عسكرية، لتعزيز منظومة الدفاع الجوي وتأمين الميناء الاستراتيجي والبنية التحتية للطاقة والصناعة في المنطقة.
قانون جديد يضفي الشرعية على الانتشار
يأتي هذا التحرك بعد موافقة البرلمان الروسي (الدوما) على تشريع جديد، يمنح وزارة الدفاع صلاحية استخدام جنود الاحتياط في حماية المواقع الحساسة داخل الأراضي الروسية، وهو ما يُعد سابقة في السياسة الدفاعية لموسكو.
ويرى مراقبون أن الخطوة تعكس نقصًا في القوات النظامية أو على الأقل توجها نحو إعادة توزيع الموارد العسكرية لمواجهة التهديدات المتزايدة على أكثر من جبهة.
هجمات أوكرانية متكررة داخل العمق الروسي
منذ مطلع العام الجاري، كثّفت أوكرانيا استخدام الطائرات المسيّرة بعيدة المدى لاستهداف منشآت داخل روسيا، في إطار ما تسميه "ردًا استراتيجيًا على الغزو الروسي".
وقد أعلنت الدفاعات الجوية الروسية يوميًا تقريبًا عن اعتراض عشرات الطائرات المسيّرة، إلا أن بعض الهجمات نجحت في إلحاق أضرار ملحوظة بعدة مواقع للطاقة والنقل، ما زاد من الضغوط على المؤسسات الأمنية والعسكرية الروسية.
مخاوف من تصعيد جديد
محللون في موسكو حذروا من أن نشر جنود الاحتياط في مهام دفاعية داخلية قد يكون مؤشرًا على توسع نطاق الحرب إلى الداخل الروسي، وأن الحكومة تسعى إلى طمأنة السكان وإظهار السيطرة على الأوضاع.
وفي المقابل، تعتبر كييف هذه التطورات نتيجة مباشرة "لضعف منظومة الردع الروسية"، مؤكدة استمرار عملياتها ضد "الأهداف العسكرية والاقتصادية التي تدعم آلة الحرب الروسية".
رسالة روسية إلى الغرب
يرى خبراء أن هذه الإجراءات تحمل أيضًا رسالة موجهة إلى الغرب، مفادها أن روسيا مستعدة لتعبئة جميع مواردها للدفاع عن أراضيها، في وقت تزداد فيه مؤشرات الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.
ويُتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تغيير في معادلات الأمن الداخلي الروسي، مع تصاعد سباق الحرب التقنية بين موسكو وكييف في مجال الطائرات المسيّرة والدفاع الجوي.













0 تعليق