الدرج العظيم في قلب المتحف المصري الكبير، يمثّل نسق معماري متكامل، يجمع بين البعد المعماري والفني والديني، في تجربة بصرية تأخذ الزائر من بداية مجد الفراعنة إلى نهاية عصر الخلود، عبر أربعة مواضيع رئيسية هي: الملكية، العبادة، العلاقة بين البشر والآلهة، والتحنيط ما بعد الحياة.
مساحات مترابطة
يمتد الدرج بطول يصل إلى 64 متراً وبعرض قاعدي نحو 85 متراً، وبارتفاع يبلغ 24 متراً، ويصعد بك عمودياً عبر مساحات مترابطة تملك مساحة عرض تصل حتى 6500 متر مربع، ويقسم إلى أربع محطات عرض بحسب الموضوع: اولا تصوير الملك في أعمال ثلاثية الأبعاد، ثانياً عناصر معمارية تمثل تقديس الملوك، ثالثاً علاقة الملوك بالآلهة، بأعمال ثلاثية ورباعية، رابعاً الرموز الجنائزية للتحنيط والفناء، وفي النهاية تطل نوافذ بانورامية على أهرامات الجيزة، لترمز إلى السلطة الخالدة وتجربة صعود روحي للزائر .
كما يعرض الدرج العظيم ايضاً عدد من التماثيل الملكية الضخمة لعدد من ملوك مصر مثل: رمسيس الثاني، أمنحتب الثالث، وسنوسرت الثالث، وحتشبسوت، إلى جانب إلهة مثل: سيرابيس، والإمبراطور الروماني كاراكلا.
كما يعرض على الدرج أعمدة وهياكل حجرية من معابد قديمة، وناؤوس لإمنحتب والناقدة نكتانبوس، مع قطع من مسلات وواجهة وهيكل معبد، وأيضا تماثيل فريدة، مثل: ثالوث رمسيس الثاني مع بتاح وسكميت، وتمثال أمنحتب الثالث ورع حور آختي، وتمثال رمسيس الثاني مع عنات.
ويشمل القسم الأخير من الدرج العظيم في المتحف المصري الكبير أدوات الجنائز مثل: توابيت حجرية خاصة بالملوك، وصوامع كانوبية وأبواب كاذبة، في سياق التحول نحو الأبدية.
ويضاء الدرج العظيم عبر ضوء طبيعي ومهني يتخلل الضوء الطبيعي الفضاء عبر تشققات في الواجهة الزجاجية، مع إعداد ذكي للضوء الاصطناعي ليبرز تفاصيل التماثيل دون أن يتلفها، إضافة إلى تصميم "نافرتين ضوئيتين" يحددان الممر الرئيسي، حيث يحفز الضوء الطبيعي مسار الصعود ليشعر الزائر برحلة روحية وتاريخية.
وفي نهاية الرحلة، تفتح نوافذ بانورامية ضخمة تطل مباشرة على أهرامات الجيزة، مما يربط بين معرض داخلي ومعلم خارجي، وبالتالي يوحي لصعود زائر نحو الخلود، وقد تم رفع ما يقرب من 42 تمثالاً كبيراً من أصل 87 بطرق هندسية دقيقة من عام 2020، بالتعاون مع المقاولون العرب والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تحت الضبط الآلي الشديد لضبط الإضاءة والتثبيت.
ويمتد المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع -حوالي 117 فدانا-، مما يجعله أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقع المتحف على هضبة الجيزة، على بعد 2 كيلومتر من أهرامات الجيزة، مما يوفر إطلالة بانورامية على الأهرامات الثلاثة، وتبلغ المساحة البنائية للمتحف حوالي 48 ألف متر مربع، مع تخصيص 168 ألف متر مربع لمناطق العرض المتحفي ومن المقرر افتتاح المتحف رسميا في حفل مهيب يشهده عدد كبير من الضيوف حول العالم في الثالث من يوليو المقبل.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، تغطي فترات زمنية تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني.
ومن أبرز المجموعات المعروضة، مجموعة توت عنخ آمون حيث يتم عرض 5398 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك المقاصير والتوابيت الذهبية، لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.
كما يحتوي المتحف على 12 قاعة عرض بمساحة إجمالية تبلغ 18000 متر مربع، تعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة. إضافة إلى متحف الطفل بمساحة 5000 متر مربع، يهدف إلى تعليم الأطفال عن الحضارة المصرية من خلال وسائط متعددة ونماذج تفاعلية، كما المتحف المصري الكبير تسع قاعات، منها القاعة الكبرى متعددة الاستخدامات بمساحة 3000 متر مربع، تسع 900 فرد، وقاعة عرض ثلاثية الأبعاد بسعة 500 فرد.














0 تعليق