قدمت القوات المسلحة الأوكرانية، ممثلة في قيادة قوات الدعم، طلبًا رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) للحصول على مساعدات دولية عاجلة، تهدف إلى معالجة الآثار الكارثية التي خلفتها الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا منذ أكثر من عامين.
وذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية أن الطلب المقدم عبر القنوات العسكرية المشتركة مع الناتو، يركز على دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف الأضرار في القطاعات المدنية الحيوية، بما في ذلك شبكات الطاقة والمياه والمرافق الطبية، التي تعرضت لتدمير واسع النطاق بسبب القصف الروسي المتكرر.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع الأوكرانية أن المساعدات المطلوبة تشمل معدات هندسية وطبية، وأنظمة إزالة الألغام، ومحطات طاقة متنقلة، ومركبات نقل وإمداد لوجستي، فضلًا عن دعم في مجال إعادة تأهيل الجرحى والمصابين العسكريين والمدنيين.
وأشار البيان إلى أن هذا الطلب يأتي في إطار برنامج التعاون الثنائي بين أوكرانيا والناتو، والذي تم تحديثه مؤخرًا ليتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية من الصراع، مضيفًا أن كييف تسعى لتوسيع مظلة الدعم الدولي عبر الناتو لتشمل دول الحلف كافة وشركاءه من خارج أوروبا.
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أن بلاده تواجه ضغوطًا هائلة في إدارة تبعات الحرب الممتدة، مشيرًا إلى أن "التدمير الواسع للبنية التحتية، واستمرار استهداف المرافق الحيوية، يستدعي تعاونًا دوليًا أوسع لضمان استمرار الحياة اليومية للمواطنين".
وفي بروكسل، صرّح مصدر في القيادة المشتركة للناتو بأن الحلف "يدرس بعناية الطلب الأوكراني"، وأنه سيتم "تقييم الاحتياجات الميدانية بشكل دقيق لضمان تقديم الدعم الملائم في أسرع وقت ممكن"، مشيرًا إلى أن الناتو سيعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع لتنسيق الاستجابة الإنسانية والعسكرية.
وأكد المصدر أن الحلف ملتزم بدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، "ليس فقط عبر الدعم العسكري، ولكن أيضًا من خلال تعزيز قدرتها على الصمود وإعادة الإعمار"، مضيفًا أن "أمن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من أمن أوروبا بأسرها".
وتأتي هذه الخطوة الأوكرانية بالتزامن مع تزايد الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة والمرافق المدنية خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى انقطاع واسع للكهرباء والمياه في عدة مناطق، إلى جانب تدهور الأوضاع الإنسانية في المدن الشرقية والجنوبية.












0 تعليق