في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ منذ عقدين، أعلن وزارة الحرب الأمريكية البنتاجون عن إرسال حاملة طائرات ضخمة إلى سواحل أمريكا اللاتينية، ضمن خطة عسكرية وأمنية تهدف إلى مواجهة شبكات تجارة المخدرات العابرة للقارات.
وقالت مصادر رسمية إن هذه الخطوة تأتي بعد رصد نشاط متزايد لعصابات تهريب تستخدم ممرات بحرية جديدة عبر المحيط الأطلسي، ما دفع البنتاجون إلى اتخاذ إجراءات استباقية لحماية أمنها القومي ومصالحها في المنطقة.

أهداف العملية البحرية

تهدف العملية الجديدة إلى تفكيك البنية التحتية لتهريب المخدرات التي تربط أمريكا الجنوبية بأسواق أوروبا وأفريقيا. 

وتشمل الخطة نشر وحدات استطلاع بحرية وطائرات دون طيار لمراقبة الممرات البحرية، إضافة إلى تنفيذ عمليات اعتراض للسفن المشتبه بها.
ووفقًا لتقارير إعلامية، ستشارك في العملية قوات خاصة بحرية ومجموعة من الخبراء في الأمن البحري والاستخبارات، في إطار تعاون إقليمي واسع يشمل عدة دول لاتينية.

ردود فعل دولية متباينة

أثار القرار ردود فعل متباينة على الصعيد الدولي فقد رحبت به الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية باعتباره “خطوة حاسمة” ضد الجريمة المنظمة، بينما عبّرت بعض الحكومات اللاتينية عن قلقها من عسكرة المنطقة وتداعيات ذلك على الاستقرار الإقليمي.
من جانبها، أكدت وزارة الحرب الأمريكية البنتاجون أن العملية "تستهدف فقط مراكز تهريب المخدرات ولن تمس سيادة أي دولة"، مشددة على أن التعاون الأمني يتم في إطار القانون الدولي.

أبعاد استراتيجية ورسائل سياسية

يرى مراقبون أن إرسال حاملة طائرات إلى نصف الكرة الجنوبي يحمل رسالة سياسية قوية، مفادها أن النبتاعون تسعى لتأكيد حضورها كقوة عالمية قادرة على حماية مصالحها أينما كانت.
كما يُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز التعاون الدولي ضد الجريمة المنظمة، لكنها في الوقت ذاته قد تفتح بابًا لتوترات جديدة مع بعض الأنظمة التي تتهمها تقارير دولية بالتساهل مع تجارة المخدرات.

وتشير التقارير إلى أن العملية البحرية التي أطلقتها وزارة الحرب الأمريكية البنتاجون ستستمر لعدة أشهر، وتشمل نشر طائرات استطلاع مسيّرة وسفن دعم لوجستي لتتبع خطوط الإمداد التي تستخدمها شبكات التهريب في المحيط الأطلسي. 

كما يجري التنسيق مع وكالات أمنية في دول أمريكا اللاتينية لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتحديد قادة العصابات المطلوبين دوليًا.