في خطوة وُصفت بأنها رسالة مباشرة إلى الغرب، أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشرف بنفسه على مناورات استراتيجية ضخمة للقوات النووية الروسية، وذلك في ظل تصاعد النقاشات داخل الأوساط الغربية حول احتمال استئناف التجارب النووية بعد عقود من التجميد. وأكد بيان صادر عن الرئاسة الروسية أن التدريبات شملت مختلف أفرع القوات النووية الروسية البرية والجوية والبحرية، مشيرًا إلى أن المناورات تمت بإشراف شخصي من بوتين، وأنها «أنجزت جميع مهامها بنجاح».
وتأتي هذه المناورات في وقت تتجه فيه الأنظار نحو التوازنات العسكرية العالمية، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد التوتر بين موسكو والعواصم الغربية. وتُعدّ هذه الخطوة بمثابة استعراض واضح للقوة النووية الروسية ورسالة تحذير للدول الغربية التي تفكر في اتخاذ خطوات تصعيدية جديدة.
وفي السياق ذاته، بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولة أوروبية جديدة استهلها من العاصمة النرويجية أوسلو، حيث عبّر عن ترحيبه بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتجميد الحرب على خطوط القتال الحالية بين روسيا وأوكرانيا، معتبرًا أن «المقترح يمثل حلًا وسطًا جيدًا قد يفتح المجال أمام تسوية دبلوماسية مقبولة للطرفين».
من جانب آخر، كشفت مصادر في البيت الأبيض أن إدارة ترمب تدرس «مقاربة جديدة» للتعامل مع الأزمة الأوكرانية، تقوم على مزيج من الضغط العسكري والاقتصادي على موسكو، مع محاولة إشراك الحلفاء الأوروبيين في تمويل أي اتفاق سلام محتمل. ووفقًا للباحث في معهد «أميركان إنتربرايز» مايكل روبين، فإن ترمب «يتعمّد إبقاء جميع الأطراف في حالة من الغموض وعدم اليقين»، مؤكدًا أنه يستخدم هذا الأسلوب «لتعزيز موقعه التفاوضي وتمهيد الطريق لعقد صفقات مستقبلية بشروطه الخاصة».
وتشير التطورات الأخيرة إلى استمرار لعبة القوة والنفوذ بين موسكو وواشنطن، في وقت يبدو فيه أن كل طرف يسعى لفرض شروطه على مائدة المفاوضات، بينما يراقب العالم بقلق تصاعد الخطاب النووي وتنامي احتمالات المواجهة غير المباشرة بين القوتين العظميين.
0 تعليق