أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الوحدة بين المسلمين تمثل أصلًا من أصول الإسلام ومقصدًا من مقاصده العليا، مشيرًا إلى أن الفتوى الرشيدة تؤدي دورًا محوريًا في ترسيخ هذه الوحدة من خلال الخطاب الوسطي المعتدل، ونبذ الخلاف والتنازع، وتحقيق السلم المجتمعي.
جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في الندوة العالمية حول «عقيدة أهل السنة والجماعة»، تحت عنوان: «دور مؤسسات الفتوى في توحيد الأمة»، حيث شدد على أن قوة الأمة تكمن في تماسكها ووحدتها، وأن مظاهر العبادة في الإسلام تؤكد هذا التماسك، وتدعو إلى التآلف والاصطفاف، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد ضرورة الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة.
رسالة حضارية تسهم في بناء وعي الأمة
وأوضح فضيلته، أن الفتوى ليست مجرد بيان شرعي، بل رسالة حضارية تسهم في بناء وعي الأمة وحمايتها من الانحراف، مؤكدًا أن المفتي يقوم بدور العالِم والداعية والمصلح الاجتماعي، ويجب أن يكون مؤهَّلًا علميًا وواقعيًا، محذرًا من فوضى الفتاوى على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن تصدر غير المتخصصين الذين يشوهون صورة الدين ويثيرون البلبلة.
وأشار إلى أن الفتوى الرشيدة تحصّن المجتمع من التطرف وتدعم قيم المواطنة والتسامح والانتماء الوطني، مؤكدًا أن حب الوطن جزء من الإيمان، وأن الانتماء الوطني لا يتعارض مع الانتماء الإسلامي، بل يتكامل معه في خدمة الإنسان.
فوضى الفتوى الرقمية
وتناول فضيلة المفتي التحديات المعاصرة التي تواجه المؤسسات الدينية، خاصة فوضى الفتوى الرقمية، والتساهل أو التشدد غير المنضبط، داعيًا إلى ضرورة التأهيل العلمي والروحي للمفتين، وتطوير الخطاب الديني بما يواكب متغيرات العصر ويخاطب العقل المعاصر.
كما شدد على أهمية دور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في توحيد المرجعيات الإفتائية ومواجهة الفكر المتطرف، وتبادل الخبرات بين مؤسسات الفتوى الرسمية، وتأهيل كوادر قادرة على حمل هذه الرسالة محليًا ودوليًا.
واختتم فضيلته بالتأكيد على أن الفتوى الرشيدة تظل أداة رئيسة في الحفاظ على هوية الأمة ووحدتها، وأن دار الإفتاء المصرية مستمرة في أداء دورها العلمي والوطني والعالمي في نشر الفكر الوسطي ومواجهة الفتاوى المتطرفة، دعمًا لوحدة الصف، وخدمة للسلم الإنساني.
0 تعليق