أعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، قرارًا مثيرًا للجدل يقضي بإزالة «هيئة تحرير الشام» من قائمتها السوداء الخاصة بالمنظمات الإرهابية، في خطوة قالت إنها تهدف إلى فتح قنوات تواصل أكثر فاعلية مع الحكومة السورية الجديدة وتعزيز التعاون في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان رسمي أن هذا القرار يأتي في إطار مراجعة شاملة للسياسات الخارجية والأمنية للمملكة المتحدة تجاه الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن إزالة «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب سيسمح بتوسيع نطاق الحوار مع مختلف الأطراف السورية، ويعزز قدرة لندن على دعم الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد.
وأضاف البيان أن الخطوة تندرج ضمن استراتيجية بريطانية أوسع تشمل تحقيق التوازن بين مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، ومنع انتشار الأسلحة الكيماوية، وهي ملفات قالت الحكومة إنها تشكل «أولويات وطنية عليا» في السياسة البريطانية.
ورغم أن القرار أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية، فإن مصادر بريطانية أكدت أن لندن ما زالت ملتزمة بمكافحة التطرف، لكنها ترى أن التعامل السياسي المرن مع الأطراف الفاعلة على الأرض قد يسهم في تقليص نفوذ التنظيمات المتشددة وتحسين الأوضاع الإنسانية والأمنية في سوريا.
وفي سياق موازٍ، شهدت طهران أمس لقاءات مكثفة بين المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف وعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، من بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني ووزير الخارجية عباس عراقجي. ووفقًا لوسائل إعلام روسية، بحث الجانبان التطورات الأخيرة في سوريا، وشددا على أهمية الحفاظ على وحدة أراضيها ورفض أي محاولات لتقسيمها أو تقويض سيادتها الوطنية.
وأكدت موسكو وطهران خلال المحادثات على ضرورة منع تحول سوريا إلى بيئة خصبة للإرهاب، ودعم الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار وإعادة الإعمار، في ظل التحولات السياسية الجديدة التي تشهدها البلاد بعد التغييرات الأخيرة في الحكومة السورية.
0 تعليق