أنيس منصور في ذكرى رحيله.. قلم لا يغيب وإبداع خالد

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم ذكرى وفاة الأديب والمفكر والفيلسوف المصري الكبير أنيس منصور الذي غيبه الموت في مثل هذا اليوم، 21 أكتوبر عام 2011  عن عمر ناهز 87 عامًا  بعد صراع مع المرض إثر إصابته بالتهاب رئوي والذى برحيله فقدت الساحة الثقافية أحد أعمدتهاالادبية والفكرية . 

أيقونة فكرية وثقافية

ولد أنيس منصور في 18 أغسطس 1924 بمحافظة الدقهلية ونشأ في قرية صغيرة قرب مدينة المنصورة حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة بكتاب القرية و تأثر كثيرًا بأجواء الريف المصري وبخاصة حياة الغجر الذين اعتادوا زيارة قريته وقد عرف منذ طفولته بالتفوق فكان الأول على مستوى الجمهورية في المرحلة الثانوية ثم التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1947  ليبدأ بعدها رحلة علمية متميزة حيث عمل أستاذًا للفلسفة الحديثة بجامعة عين شمس حتى عام 1963  قبل أن يتفرغ للكتابة والصحافة.

مسيرة صحفية حافلة

بدأ أنيس منصور مشواره الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم ثم التحق بـجريدة الأهرام عام 1950 حيث واصل كتابة عموده الشهير مواقف على الصفحة الأخيرة و الذي أصبح أحد أكثر الأعمدة قراءة وتأثيرًا و تولى رئاسة تحرير عدد من المجلات منها: أكتوبر، آخر ساعة، الجيل، العروة الوثقى، الكاتب، وهي، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة دار المعارف وأصدر من خلالها مجلة الكواكب.

تأثره بالمثقفين الكبار

كان أنيس منصور من المترددين على صالون العقاد الشهير حيث تأثر بشخصية المفكر عباس محمود العقاد وسجل ذكرياته في كتابه المعروف في صالون العقاد كانت لنا أيام، والذي وثق فيه لمحة من تاريخ الفكر والأدب المصري في النصف الأول من القرن العشرين مسلطًا الضوء على أبرز رموزه.

موسوعي متعدد اللغات والاهتمامات

تميز أنيس منصور بثقافة موسوعية وأتقن العديد من اللغات منها: الإنجليزية، الإيطالية، الفرنسية، الروسية، والألمانية، ما مكنه من الاطلاع الواسع على ثقافات العالم وترجمة أعمال مهمة من الأدب والفكر العالمي حيث ترجم نحو 9 مسرحيات و5 روايات و12 كتابًا فلسفيًا لأعلام الفكر الأوروبي كما ترجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات أجنبية ولاقت انتشارًا واسعًا في أوروبا خاصة باللغة الإنجليزية والإيطالية.

رائد أدب الرحلات

يعد أنيس منصور من رواد أدب الرحلات في العالم العربي ومن أشهر مؤلفاته في هذا المجال: حول العالم في 200 يوم، أنت في اليابان وبلاد أخرى، بلاد الله لخلق الله، اليمن.. ذلك المجهول، أطيب تحياتي من موسكو،أعجب الرحلات في التاريخ .

كتابات في عوالم الغرابة والماورائيات

لم يتوقف عند الفلسفة والأدب بل خاض أيضًا في عوالم الماورائيات والأسرار الكونية وكتب كتبًا نالت شهرة واسعة مثل: الذين هبطوا من السماء،الذين عادوا إلى السماء ، أرواح وأشباح، لعنة الفراعنة.

أعمال درامية ومسرحية

ترك بصمة واضحة أيضًا في عالم الدراما والمسرح ومن أبرز أعماله:

المسلسلات: من الذي لا يحب فاطمة، غاضبون وغاضبات، الماضي يعود.

المسرحيات: جمعية كل واشكر، حلمك يا شيخ علام، الأحياء المجاورة، مين قتل مين .

تكريمات وجوائز

حصل أنيس منصور على العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها: جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1963،جائزة الدولة التقديرية عام 1981، جائزة مبارك في الآداب عام 2001، دكتوراه فخرية من جامعة المنصورة، جائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري لأربع سنوات متتالية ولقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن.

الرحيل.. والجنازة المهيبة

توفي أنيس منصور صباح يوم الجمعة 21 أكتوبر 2011 بينما كان منشغلًا بكتابة مذكراته التي حرص على الانتهاء منها قبل أن يدركه الرحيل و شيعت جنازته من مسجد عمر مكرم بحضور كبير من رجال الفكر والإعلام والسياسة والفن في وداع يليق بقامة أدبية وثقافية رفيعة.

إرث خالد

رحل أنيس منصور بجسده و لكن بقيت أعماله تجوب العقول والقلوب لتلهم وتضيء وتطرح الأسئلة وتعيد تعريف الحياة من زوايا شتى لقد كتب فأبدع، وعبر فأقنع، وسافر فحكى، وترك من بعده تراثا زاخرًا يجمع بين العمق الفلسفي وجمال الأسلوب واتساع الأفق ليترك اسم لا ينسى وقلم لا يغيب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق