في هجوم نفذه فصيل يُعتقد أنه من جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة (ADF) المرتبطة بتنظيم داعش، قُتل 19 مدنيًا، وأُصيب ثمانية آخرون، بينما جُرحت العديد من المنازل بعد أن خرج المسلحون من منطقة الغابات محطين بالقرية ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين.
كيف وقع الهجوم؟
بحسب الصحف المحلية، فأن المهاجمين لبسوا زي الجيش الكونغولي، الأمر الذي سمح لهم بالدخول إلى القرية دون أن يثيروا الشكوك في البداية.
و دخلوا مستخدمين الأسلحة النارية، بالإضافة إلى السكاكين والهراوات، وهاجموا المدنيين بوحشية.
كما أضرموا النار في حوالي 26 منزلًا في القرية، وفق تقديرات منظمات المجتمع المدني المحلية.
الأثر المحلي وردود الفعل
شهدت القرية حالة من الهلع وفرار كثير من السكان الذين لجئوا إلى الغابات المجاورة في محاولة للنجاة، بحسب تصريحات الشرطة.
المسؤول العسكري المحلي، ألان كيويوا، قال إن الحصيلة قد ترتفع بعدما تقوم الفرق المختصة بعمليات التمشيط في القرية والمناطق المحيطة.
حتى الآن، لا توجد إدانة رسمية من قبل ADF أو تأكيد علني أن الهجوم هو من تنفيذها، على الرغم من أن الجماعة معروفة بتنفيذ هجمات مماثلة باستخدام أساليب عنف متشابهة في المناطق النائية الشرقية من الكونغو.
السياق الأوسع
الهجوم يأتي في إطار تصاعد نشاطات ADF في شمال كيفو ومناطق حدودية مع أوغندا، حيث تستهدف القرى والمدنيين باستخدام أسلوب مفاجئ وغالبًا العنيف، تشمل الحرق والنهب والاستعمال العشوائي للأسلحة البسيطة مثل السكاكين والمناجل، إلى جانب الأسلحة النارية.
الحادث يتزامن مع توترات أمنية مستمرة في المنطقة، ومع حملات عسكرية مشتركة تُنفذها حكومة الكونغو والدول المجاورة لمحاولة كبح جماح الجماعات المسلحة.
التحديات والإشكالات
إذ ان ارتداء زي الجيش يمنح الهجوم عنصر المفاجأة ويقلل من المقاومة، ما يشير إلى تخطيط مسبق ومعرفة جيدة بخارطة أمن القرية.
و بعض القرى يعتقد سكانها أنها آمنة لكن مثل هذه الهجمات تثبت أن الفائض في الثقة قد يؤدي إلى كارثة.
كما أن الهجوم يعزز المخاوف من بطء وصول قوات الأمن أو تأخرها أو صعوبة التنسيق في المناطق النائية.
و فرار السكان إلى الغابات قد يؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة إذا استمرت موجة الهجمات، خصوصًا بدون تدخلات إغاثية ملائمة.
الهامش السياسي والأمني
هذا النوع من الهجمات لا يُهدد فقط حياة المدنيين، بل يُشكل اختبارًا لقدرة الدولة على حماية مواطنيها في المناطق الحدودية والنائية.
و نجاح الجماعة في تنفيذ هجوم بهذا الأسلوب يُعني أن لديها القدرة ليس فقط على القتل، بل على التخطيط واستخدام التخفي والتعليم والإرهاب الرمزي (ارتداء زي الجيش، حرق المنازل) لزرع الخوف.
كما أن الأمر له بعد دبلوماسي وأمني إقليمي، فاستمرار وجود ADF يزعزع الاستقرار عبر الحدود مع أوغندا، وقد يجعل من التنسيق الاستخباراتي والميداني بين الدول المتأثرة ضرورة ملحة.
0 تعليق