قطعة أثرية قديمة مكتوبة بالخط المسمارى تثير حيرة علماء الآثار

اليوم 7 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اكتشف علماء الآثار قطعة حجرية تحمل نقوشًا قديمة على الطراز الحثي، وأحد أقدم أنظمة الكتابة في العالم، وهي الكتابة المسمارية، في كهف عميق في منطقة مورافيا كارست بالتشيك، وقد أثار اكتشاف هذه الكتابة المسمارية القديمة الغامضة في أوروبا الوسطى حيرة علماء الآثار، وطرح تساؤلات حول الروابط الثقافية المحتملة بين الأناضول وأوروبا في عصور ما قبل التاريخ، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

تتشابه القطعة الأثرية، التي عُثر عليها خلال إعادة تحليل حديثة للرواسب المستخرجة من كهف كاتيرينسكا في جمهورية التشيك، في خصائصها المادية والأسلوبية مع شظايا سابقة تم اكتشافها عام 2021،وقال الخبراء إن سمك القطع وتكوينها ونقوشها تشير إلى أنها كانت في الأصل جزءًا من قطعة واحدة، ويبدو أن النقوش تصور معبودة مشابهة لتلك الموجودة في معبد يازيليكايا الحثي، الواقع في تركيا الحالية.

أكدت إدارة الكهوف التشيكية هذا الاكتشاف، مشيرة إلى أن الاختبارات المعملية تشير إلى أن الصخر الزيتي ربما يكون قد نشأ من وسط الأناضول، المنطقة الأساسية للإمبراطورية الحثية حوالي عام 1500 قبل الميلاد.
ومع ذلك، فإن وجود مثل هذا الشيء في كهف أوروبي من عصور ما قبل التاريخ لا يزال غير مفسر، مما يخلق ما يسميه علماء الآثار تناقضًا زمنيًا وثقافيًا كبيرًا.

 

تثير الأصول غير المألوفة شكوكًا حول الاتصال التاريخي

في أوج الحضارة الحثية في الشرق الأدنى، لم تكن أوروبا الوسطى تمتلك أنظمة كتابة معروفة، وكانت تمارس تقاليد دينية مختلفة تمامًا، وقال بيتر زاييتشيك، من إدارة الكهوف التشيكية، إن وجود القطعة الأثرية في الكهف أمر بالغ الصعوبة في تفسيره، وأكد أن كلا النظريتين الرئيسيتين قيد الدراسة الجادة.

تقترح النظرية الأولى أن القطعة الأثرية ربما وصلت إلى المنطقة في العصور القديمة، ربما عبر شبكات تجارية أو طقوسية منسية، وإذا ثبتت صحة هذه النظرية، فإنها ستتحدى الآراء السائدة حول عزلة أوروبا في عصور ما قبل التاريخ، أما النظرية الثانية فتشير إلى أن اللوح قد يكون جزءًا من خدعة تاريخية.

بالنظر إلى أن كهف كاتيرينسكا قد خضع للاستكشاف منذ القرن التاسع عشر، فمن المحتمل أن تكون القطعة الأثرية قد أُدخلت إليه مؤخرًا، سواء عن قصد أو عن طريق الخطأ، وحتى في هذه الحالة، أشار زاييتشيك إلى أن ذلك سيظل حدثًا مهمًا في تاريخ علم الآثار.

 

الكتابة المسمارية القديمة تضيف الغموض إلى الموقع المقدس

كان كهف كاتيرينسكا محورًا للبحث العلمي منذ عام 2016، وقد وثق علماء الآثار 15 رسمًا بالفحم على جدرانه، والتي تعتبر من أقدم فنون الكهوف في جمهورية التشيك.

كما كشفت الحفريات عن حلي من العصر الحجري الحديث مصنوعة من أصداف حلزون نهر الدانوب، يعود تاريخها إلى أكثر من 8000 عام، بالإضافة إلى أدلة على نشاط من العصور الوسطى، بما في ذلك ورشة عمل للمزورين.

وعلى الرغم من عدم اليقين المحيط باللوحة، يؤكد الباحثون أن الأهمية الأثرية للكهف لا تزال قائمة.

إلى جانب مواقع قريبة مثل كهوف بونكفا وهاوية ماكوتشا، تم اقتراح إدراج هذا الموقع ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتضيف الكتابة المسمارية القديمة الغامضة بُعدًا جديدًا من الغموض إلى موقع غني بالتاريخ والأسئلة التي لم تُجب بعد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق