تزامنًا مع مبادرة "فرحانين بالمتحف الكبير"..
تزخر مصر بكنوز ثقافية وفنية متنوعة تمتد عبر عصورها المختلفة، وتمثل متاحفها نافذة حقيقية على تاريخها وهويتها. ومن هنا تأتي أهمية إطلاق سلسلة أسبوعية لتسليط الضوء على متاحف مصر؛ كل حلقة منها تعرض متحفًا مختلفًا، للتعريف بالمقتنيات الفنية والتاريخية التي تحتضنها هذه الصروح، ولفتح باب الوعي الثقافي أمام الجمهور، خاصة الطلاب والشباب.
وتأتي هذه المبادرة ضمن برنامج وزارة الثقافة تحت عنوان "فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير"، الذي أطلقته الوزارة في إطار مبادرة "عزة الهوية المصرية"، ويهدف لتعريف الجمهور بمقتنيات المتاحف المصرية المتنوعة، وغرس قيم احترام التراث والحفاظ على الهوية الوطنية.
نشأة متحف عفت ناجي وسعد الخادم
يقع متحف عفت ناجي وسعد الخادم في حي الزيتون بالقاهرة، تحديدًا بمنطقة سراي القبة، ويعود أصله إلى منزل الفنان الراحل سعد الخادم وزوجته الفنانة عفت ناجي.
واشترى قطاع الفنون التشكيلية المنزل عام 1991 وحوله إلى متحف، ثم افتتحه رسميًا للجمهور في 8 أبريل 2001، وخضع المتحف لاحقًا لتطوير شامل بين عامي 2012 و2013 بتكلفة بلغت 80 ألف جنيه، شملت استحداث أنظمة أمنية، وتركيب خط للحريق، وتجديد البلاط والحمامات والصرف الصحي، بالإضافة إلى إنشاء قاعة عروض صغيرة.
المساحة والتصميم
يمتد المتحف على مساحة تقارب 520 مترًا مربعًا، ويضم ثلاث طوابق تشمل قاعات للعرض الدائم والمؤقت، ومخزنًا، وقاعة للأنشطة الثقافية، وتبلغ مساحة قاعات العرض نحو 136 مترًا مربعًا، ويحتوي المتحف على نحو 198 عملًا فنيًا للفنانة عفت ناجي، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الخاصة بالفنان سعد الخادم، ومجموعة فريدة من القطع الفخارية الشعبية.
المكتبة والمواد العلمية
يضم المتحف مكتبة غنية تحتوي على أكثر من ألف كتاب نادر، إضافة إلى عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي أشرف عليها الفنان سعد الخادم، وتعكس هذه المكتبة عمق تجربة الفنانين ورؤيتهما للفن، كما تتيح للباحثين والطلاب الاطلاع على إرثهما العلمي والفني.
الأنشطة الثقافية
لا يقتصر دور المتحف على العرض فقط، بل يمتد ليشمل تنظيم ورش عمل للأطفال، وأمسيات فنية، وندوات ثقافية، ما يجعله مركزًا حيًا للتفاعل المجتمعي في الحي.
وقد أكد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عند افتتاحه للمتحف أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا يحتذى به من قبل أهل الفكر والعلم والفن لتحويل منازلهم إلى متاحف تحافظ على الإرث الثقافي والفني.
أهمية المتحف
يعد متحف عفت ناجي وسعد الخادم من أهم المواقع الثقافية والفنية في مصر، إذ يحتضن إرث اثنين من رواد الفن المصري في النصف الثاني من القرن العشرين، وخاصة في مجال الفن الشعبي ودراساته، ويقدم المتحف تجربة فريدة للزوار للتعرف على مسيرة الفنانين، وأسلوبهم الفني، والبيئة الثقافية التي نشأوا فيها، مع تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الوطني.


















0 تعليق