"بلبولة": دار العلوم تفتح ذراعيها لعقل جمعي يناقش جدلية الاستشراق والهوية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رحب الدكتور أحمد بلبولة، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، بالضيوف المشاركين في مؤتمر “الاستشراق والهوية” والذي تنظمه كلية دار العلوم الدولي 2025، لافتًا إلى أن ما تشهده الجامعة اليوم يعكس اهتمام الدولة بالتعليم، وحرصها على تهيئة المناخ الداعم للباحثين والأكاديميين.

جدلية الاستشراق والهوية

وقال عميد كلية دار العلوم إن "الكلية تفتح ذراعيها اليوم، كما هي عادتها منذ قرن ونصف لتحتضن عقلًا جمعيًا يبحث في واحدة من أخطر جدليات العصر الحديث، وهي جدلية الأنا والآخر، ممثلة في قضية الاستشراق والهوية"، مشيرًا إلى أن دار العلوم كانت ولا تزال الميدان الأصيل لهذا السجال الفكري، بحكم دورها التاريخي في الجمع بين المحافظة الواعية والتجديد المؤصل.

وتساءل "بلبولة" عن مدى تأثير التكنولوجيا الحديثة في تشكيل فكرة الغرب عن الشرق، مؤكدًا أن مثل هذه القضايا الكبرى لا يمكن أن تُترك لجهود الأفراد، بل تحتاج إلى رؤية دولة ومشروع معرفي متكامل، لافتًا إلى أن السؤال يظل مفتوحًا في إطار الحوار مع الآخر.

وأوضح أن مناقشة الاستشراق اليوم لا تأتي بوصفه خصمًا تاريخيًا نكيل له الاتهامات، ولا بوصفه سلطة مرجعية نسلّم لها القياد، وإنما باعتباره ظاهرة معرفية مركبة، اختلط فيها البعد السياسي بالدقة المنهجية، وامتزجت فيها النزعة الاستعلائية بخدمات جليلة قُدمت للتراث العربي.

وأشار إلى أن المستشرقين قدّموا إسهامات لا يمكن إنكارها في فهرسة التراث وتحقيقه والتنقيب في المخطوطات، إلا أن بعضهم سعى في الوقت ذاته إلى احتكار تفسير هذا التراث وإعادة إنتاجه من منظور مركزي غربي، يتعامل مع الثقافة العربية بوصفها موضوعًا للدراسة لا ذاتًا منتجة للمعرفة.


ولفت عميد كلية دار العلوم إلى أن دور المؤتمر يتمثل في الانتقال من مرحلتي الانبهار بجهود الآخر أو رد الفعل الانفعالي، إلى مرحلة الندية المعرفية، متابعًا:"نحن نسعى إلى هوية حية تنمو باللغة، وتسمو بالأدب، وتتجذر بالتراث، وتستعيد السيادة المعرفية دون انغلاق، منفتحة على أدوات العصر دون أن تكون أسيرة لمفاهيمه".


وأضاف أن البحوث المقدمة في قضايا اللغة والأدب والشريعة في ميزان الاستشراق تمثل اللبنات الحقيقية لمشروع حضاري يعيد للأمة ثقتها بعقلها، مشددًا على أن دار العلوم لا تكتفي بأن تكون حارسة للماضي، بل صانعة للمستقبل.

واختتم كلمته بتجديد الترحيب بالمشاركين، معربًا عن ثقته في أن تسهم المداخلات العلمية في إثراء المؤتمر وتحقيق أهدافه الفكرية والعلمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق