كشف العميد نضال زهوي، الخبير العسكري، عن أن الغارات الإسرائيلية العنيفة على لبنان جاءت في إطار رسالتين واضحتين تسعى تل أبيب لإيصالهما قبل اجتماع لجنة "الميكانيزم" غدًا، وقبل انعقاد مؤتمر باريس المخصص لدعم الجيش اللبناني.

تفاوضوا تحت النار

وقال "زهوي" في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية" إن الرسالة الأولى موجهة مباشرة إلى اجتماع الميكانيزم، حيث تريد إسرائيل أن تقول للبنان: "تفاوضوا تحت النار"، في محاولة لفرض شروط تفاوضية قاسية وإظهار تفوقها العسكري على الأرض.

وأضاف: "أما الرسالة الثانية فهي مرتبطة بمؤتمر باريس، الذي يبحث دعم الجيش اللبناني وحصر السلاح بيد الدولة"، معتبرًا أن إسرائيل تريد فرض واقع جديد مفاده أن الضربات العسكرية ستستمر حتى لو كانت هناك مسارات تفاوضية أو دعم دولي للبنان.

وأشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل استخدمت مصطلح "تنفيذ القانون" لتبرير عملياتها، وهو تعبير يحمل دلالات خطيرة، إذ يوحي بأن إسرائيل تتعامل مع لبنان وكأنه تحت سيادتها بالكامل، وليس مجرد منطقة حدودية متنازع عليها، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي الذي يضمن حق الشعوب في الدفاع عن نفسها.

وأكد أن هذه الغارات تحمل رسائل متعددة الاتجاهات، خصوصًا في ظل اللقاءات السياسية الجارية، ومنها اجتماع بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما يرافقه من حسابات سياسية وأمنية معقدة.