مع التقدم في العمر، تزداد التحديات الصحية التي تواجه كبار السن، ويأتي في مقدمتها أمراض القلب وداء السكري، وهما من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا بين هذه الفئة العمرية، وفي هذا الإطار، يؤكد خبراء التغذية أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يمثل خط الدفاع الأول للوقاية من هذه الأمراض، إلى جانب تحسين جودة الحياة والحفاظ على النشاط البدني والذهني.
وتشيردراسات طبية حديثة إلى أن التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم مع التقدم في السن تؤثر على معدل الأيض، ونسبة السكر في الدم، ومستويات الكوليسترول، ما يجعل التغذية السليمة عنصرا أساسيا لا يمكن تجاهله.
أهمية التغذية الصحية في الوقاية من أمراض القلب والسكري
تلعب التغذية المتوازنة دورا محوريا في تنظيم ضغط الدم، وضبط مستويات السكر، وتقليل الدهون الضارة في الجسم، ويعد التقليل من استهلاك الدهون المشبعة والسكريات المكررة، وزيادة الاعتماد على الأطعمة الطبيعية الغنية بالألياف، من أبرز التوصيات التي يوصي بها الأطباء لكبار السن.
كما تساعد الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، على تحسين الهضم، وتقليل امتصاص السكر، وخفض الكوليسترول الضار، ما ينعكس إيجابيًا على صحة القلب والشرايين.
أطعمة موصى بها لكبار السن
يوصي المتخصصون بإدخال مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية ضمن النظام الغذائي اليومي، أبرزها الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3، مثل السلمون والسردين، لما لها من دور فعال في تقليل الالتهابات وحماية القلب.
كما يُنصح بتناول الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير، إلى جانب الفواكه منخفضة المؤشر الجلايسيمي كالتفاح والتوت، والتي تساعد في ضبط مستويات السكر في الدم.
ولا يقل شرب كميات كافية من الماء أهمية عن الطعام، حيث يعاني كثير من كبار السن من الجفاف دون الشعور بالعطش، ما قد يؤثر سلبًا على وظائف الجسم المختلفة.
عادات غذائية يجب تجنبها
في المقابل، يحذر الأطباء من الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، لاحتوائها على نسب مرتفعة من الصوديوم والدهون المتحولة، والتي تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
كما ينصح بتقليل استهلاك الملح والسكر الأبيض، واستبدالهما بالبدائل الصحية، مع الالتزام بتناول وجبات منتظمة بكميات معتدلة لتجنب التقلبات الحادة في مستوى السكر.
نمط حياة صحي متكامل
لا تكتمل الوقاية بالغذاء وحده، بل يجب دمجه مع نمط حياة صحي يشمل ممارسة نشاط بدني خفيف ومنتظم، مثل المشي، والمتابعة الدورية مع الطبيب، والالتزام بالإرشادات الطبية الخاصة بكل حالة.
ويؤكد الخبراء أن الوعي الغذائي لدى كبار السن وأسرهم يمثل خطوة أساسية نحو تقليل المضاعفات الصحية، وتحقيق حياة أكثر استقرارا ونشاطا في مراحل العمر المتقدمة.
0 تعليق