ناجي الشهابي: المال السياسي يفرض نفوذه ويغيّب الإرادة الشعبية

رئيس حزب الإصلاح والنهضة: صعود المستقلين رد فعل على ممارسات انتخابية خاطئة

معتز الشناوي: المرحلة المتبقية الأصعب… وصعود المستقلين يغير ميزان القوى

تشهد انتخابات الدوائر المُلغاة لمجلس النواب 2025 حالة من الجدل السياسي والاهتمام الشعبي، بعد أن أعادت الطعون والأحكام القضائية رسم خريطة المنافسة داخل عدد كبير من الدوائر، وبين تصاعد نفوذ المال السياسي، وبروز المستقلين بقوة، وتراجع حضور بعض الأحزاب، تسير العملية الانتخابية في واحدة من أكثر مراحلها حساسية وتأثيرًا على شكل البرلمان القادم.

وتواصل “موقع تحيا مصر” مع عدد من الأحزاب، للوقوف على رؤيتهم حول ما تشهده الساحة الانتخابية من تغيرات حاسمة وتحديات متزايدة.

ناجي الشهابي: المال السياسي يفرض نفوذه ويغيّب الإرادة الشعبية

أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشيوخ، أن المال السياسي أصبح العامل الأكثر حسمًا في الدوائر التي أعيدت فيها الانتخابات، مشيرًا إلى أن المنافسة لم تعد بين أحزاب ومستقلين، بل بين مرشحين يمتلكون قدرات مالية واسعة.

وأوضح الشهابي، أن الصعود الملحوظ لبعض المستقلين لا يعكس شعبيتهم الحقيقية، بل يعبر عن توسع تأثير المال السياسي، لافتًا إلى أن الكثير من الأحزاب فقدت مقاعدها لصالح مرشحين يعتمدون على الإنفاق المكثف.

شراء الأصوات… مشهد علني وتحوّل خطير

أشار الشهابي إلى أن أسعار شراء الأصوات تراوحت بين 300 و1000 جنيه، محذرًا من تحول هذه الظاهرة إلى ممارسة علنية تُفقد الانتخابات معناها الديمقراطي.
وأكد أنه شاهد بنفسه عمليات شراء أصوات داخل إحدى القرى، لافتًا إلى أن تكلفة الفوز في بعض الدوائر قد تتراوح بين 5 و6 ملايين جنيه نتيجة انخفاض الإقبال، وهو ما يتيح للمال السياسي التأثير المباشر على النتائج.

وشدد على ضرورة تدخل الدولة لوضع حد لـ"تغوّل المال"، قائلًا إن استمرار الوضع الحالي يحوّل العلاقة بين المرشح والناخب إلى "رشوة مكتملة الأركان".

رئيس حزب الإصلاح والنهضة: صعود المستقلين رد فعل على ممارسات انتخابية خاطئة

من جانبه، أكد الدكتور هشام مصطفى عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن المرحلة الحالية من انتخابات مجلس النواب تُعد الأكثر حساسية وتأثيرًا في تحديد شكل البرلمان القادم، خاصة بعد الطعون غير المسبوقة وإلغاء نتائج عدد كبير من الدوائر.

وأوضح عبد العزيز أن صعود بعض المستقلين ليس تراجعًا لدور الأحزاب، بل رد فعل شعبي على ممارسات خاطئة ارتبطت ببعض الحملات الحزبية، وعلى رأسها استخدام المال السياسي أو الدعم غير المشروع.

ثقة اجتماعية تتغلب على النفوذ المالي

وأشار رئيس حزب الإصلاح والنهضة إلى أن عددًا من المستقلين الذين برزوا في الدوائر المُلغاة اعتمدوا على حضور اجتماعي حقيقي داخل دوائرهم، وعلى تواصل مباشر مع المواطنين، ما جعلهم أكثر قربًا للناخب من بعض المرشحين المدعومين ماليًا.

وتوقع عبد العزيز أن يضم البرلمان القادم تركيبة أكثر تنوعًا، ما قد يسهم في الحد من سيطرة المال السياسي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن غياب الأحزاب القوية سيظل تحديًا بنيويًا للحياة السياسية.

ودعا الأحزاب إلى إعادة هيكلة طرق اختيار مرشحيها وبناء حملات قائمة على الكفاءة والمصداقية، مؤكدا أن الناخب أصبح أكثر وعيًا ويميز بين من يخدمه فعليًا ومن يسعى لشراء صوته.

معتز الشناوي: المرحلة المتبقية الأصعب… وصعود المستقلين يغير ميزان القوى

قال الكاتب الصحفي معتز الشناوي، المتحدث الرسمي لحزب العدل، إن المراحل المتبقية من الانتخابات باتت الأكثر حساسية، كونها اختبارًا مباشرًا لموازين القوى بين المستقلين والأحزاب.
وأشار، إلى أن جولات الإعادة والدوائر الملغاة كشفت قدرة المستقلين على تحقيق حضور واسع، نتيجة بحث الشارع عن وجوه جديدة أكثر قربًا لاحتياجاته.

أسباب صعود المستقلين من منظور حزب العدل

أوضح الشناوي أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء تفوق المستقلين في هذه المرحلة:

تراجع الثقة الشعبية في قدرة بعض الأحزاب على تحقيق نتائج ملموسة داخل الدوائر.

سوء اختيار المرشحين من قبل بعض الأحزاب الكبرى، ما أدى لخسارة مقاعد كانت تبدو محسومة.

تفتيت الأصوات داخل الدوائر التي شهدت تنافسًا بين عدة مرشحين حزبيين، مما أفسح المجال أمام المستقلين.

برلمان أكثر تنوعا… وتحالفات سياسية ضرورية

توقع الشناوي أن يشهد البرلمان القادم قدرًا كبيرًا من التنوع نتيجة ارتفاع عدد النواب المستقلين، وهو ما سيجعل تشكيل كتل سياسية منضبطة أكثر صعوبة، لكن في المقابل سيعزز حيوية النقاش داخل المجلس.

وأكد أن المرحلة المقبل تمثل فرصة للأحزاب الجادة – ومنها حزب العدل – لبناء شراكات مع المستقلين وطرح مبادرات تشريعية تخدم المواطن مباشرة.

وتُظهر الجولة الحالية من انتخابات الدوائر المُلغاة أن المشهد السياسي يتجه نحو مرحلة يعاد فيها تشكيل التوازنات التقليدية.
فبين هيمنة المال السياسي، وصعود المستقلين، وتراجع بعض الأحزاب، وارتفاع حساسية المرحلة، تبدو الانتخابات الحالية من أكثر الجولات تأثيرًا في رسم خريطة البرلمان المصري لعام 2025.