في عالمٍ تتحكم فيه قطرة نفط بموازين الاقتصاد وتتصارع فيه الأسواق على خيط من التوقعات، بدا المشهد اليوم أشبه بريشة تتأرجح مع رياح السياسة والحرب، والمستثمرون يحدقون نحو الأفق بقلق، منتظرين كلمة قد تغيّر مسار الأسعار، بينما البراميل تهبط ببطء وكأنها تسجل نبض العالم بأسعار النفط.
أسعار النفط العالمي اليوم الأربعاء
وخلف الأرقام تختبئ أسئلة ثقيلة: هل يقود السلام إلى وفرة؟ أم أن السوق على أبواب تخمة لا ترحم؟ فما بين حماس وقلق، يسير النفط على حافة توازن هشّ لأسعار النفط العالمي.
تقديرات تشير إلى أن أي اتفاق سلام قد يعيد فتح صمامات الإنتاج
تراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء في تداولات حذرة اتسمت بترقب عالمي لمخرجات المحادثات المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط تقديرات تشير إلى أن أي اتفاق سلام قد يعيد فتح صمامات الإنتاج ويرفع حجم الإمدادات في الأسواق العالمية.
ويخشى المتعاملون أن تؤدي زيادة المعروض إلى فائض جديد، ولا سيما في ظل ارتفاع المخزونات العالمية خلال الأسابيع الأخيرة.
وسجل خام برنت انخفاضًا طفيفًا بلغ 13 سنتًا، أي ما يعادل 0.21% ليستقر عند 62.32 دولارًا للبرميل، بعد هبوط سابق تجاوز 1.1% في الجلسة الماضية. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 12 سنتًا أو بنسبة 0.20% ليبلغ 58.52 دولارًا للبرميل، مواصلًا سلسلة التراجع التي بدأت أمس بتراجع نسبته 1.2%.
وفي السياق، أعلنت الحكومة الروسية عدم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن صيغة نهائية لوقف الحرب، مما أبقى الأسواق في حالة ترقب شديدة لما ستؤول إليه النقاشات المقبلة.
ويرى المستثمرون أن نجاح المفاوضات قد يعني تخفيف العقوبات المفروضة على شركات الطاقة الروسية، ومن بينها “روسنفت” و“لوك أويل”، وهو ما سيغير قواعد العرض والطلب على النفط عالميًا.
ويرجح محللو الأسواق أن استمرار المفاوضات دون نتائج واضحة سيبقي الأسعار تحت ضغط مزدوج، يتمثل في تخمة المعروض وتراجع الاستهلاك.
ضرورة بقاء الأسعار فوق مستويات دعم الخمسين دولارًا لتجنب موجة هبوط أكثر حدة
وفي هذا السياق، أوضح توني سيكامور، محلل الأسواق في IG، أن السوق لا يزال هشًا، مؤكدًا ضرورة بقاء الأسعار فوق مستويات دعم الخمسين دولارًا لتجنب موجة هبوط أكثر حدة.









0 تعليق