يبدو أن الولايات المتحدة وفنزويلا على شفا مواجهة عسكرية مفتوحة، فيما تستعرض واشنطن قوتها في البحر والجو استعدادًا لخطوة قد تستهدف قلب النظام الفنزويلي، فقد دفعت الإدارة الأمريكية بأكبر حاملة طائرات لديها "يو إس إس جيرالد آر فورد" لقيادة أسطول من 11 سفينة حربية، بينما يقف نحو 15 ألف جندي وقرابة 100 طائرة حربية في وضع التأهب.
وتقول صحيفة "تلجراف" إن الرسالة واضحة: "إذا أرادت أمريكا حلًا عسكريًا لترويض فنزويلا، فهي قادرة على الحسم."
ترامب: "نعرف أين يعيش الأشرار.. وسنبدأ قريبًا جدًا"
خلال اجتماع حكومي في البيت الأبيض، لمّح الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، إلى أن العمليات قد تبدأ خلال فترة وجيزة، مشيرًا إلى أن الضربات ستستهدف مواقع مرتبطة بتجارة المخدرات، ورغم أن الخطاب يبدو موجّهًا ضد "إرهابيي المخدرات"، فإن المراقبين يعتبرونه مقدمة لعملية أوسع هدفها إسقاط الرئيس نيكولاس مادورو.
من مكافحة المخدرات إلى تغيير النظام
مصادر داخل الإدارة الأمريكية تؤكد أن حجم الحشود العسكرية لا يتناسب مع عمليات محدودة، كما كشفت تقارير أن واشنطن عرضت على "مادورو" وعائلته الخروج الآمن مقابل التنحي، لكن المفاوضات انهارت، تبعها تصعيد أمريكي شمل تحذيرات بإغلاق المجال الجوي الفنزويلي.
ويشير مسؤولون سابقون إلى أن هذه التحركات مصممة لخلق ضغط داخلي يجبر قيادات مقربة من مادورو على الانشقاق أو الانقلاب.
ضربات أولية وسيناريوهات التصعيد
حتى الآن تركزت العمليات الأمريكية في البحر، حيث نفذت القوات ما لا يقل عن 21 ضربة ضد قوارب يُشتبه في تهريبها المخدرات، وأسفرت عن مقتل 83 فنزويليًا. ويرجح محللون أن الضربات البرية هي الخطوة التالية، رغم المخاطر السياسية والعسكرية.
ويرى خبراء أن أي تدخل بري سيكون محدودًا للغاية لتجنب خسائر بشرية أمريكية، مع ترجيح الاعتماد على ضربات دقيقة بعيدة المدى.
أهداف الضربات المحتملة
وفق تقديرات عسكرية، تشمل بنك الأهداف الأمريكي:
- مواقع إنتاج المخدرات ومختبراته
- مدارج الهبوط والمنشآت اللوجستية
- وحدات عسكرية يشتبه في استفادتها من التجارة غير الشرعية
- أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-300
- مقار القيادة والسيطرة
- وربما منشآت النفط الاستراتيجية
"اختطاف الشخصيات الرئيسية".. السيناريو الأخطر
ويتوقع خبراء في كلية الحرب الأمريكية أن تبدأ واشنطن ضرباتها خلال أسبوع، كمرحلة أولى لإرغام الدائرة المقربة على الانقلاب على مادورو. وفي حال فشل الضغط، فإن خيار "الزناد المفتوح" قد يشمل:
- تدمير الدفاعات الجوية
- شلّ القوة الجوية الفنزويلية
- تنفيذ عمليات خاصة خاطفة تستهدف شخصيات رئيسية خلال 48–72 ساعة
ويؤكد محللون أنه لن يكون هناك غزو أو احتلال تقليدي، بل تدخل نوعي يفتح الباب أمام "الحكومة الشرعية".
واشنطن تتحرك عسكريًا وسياسيًا بوتيرة متسارعة، مستخدمة شعار مكافحة المخدرات كغطاء محتمل. لكن الهدف الحقيقي، وفق معظم التقديرات، هو تغيير النظام في فنزويلا. وبين تهديدات ترامب وتحركات الأسطول الأمريكي، تبدو المنطقة على حافة تصعيد قد يشعل واحدة من أخطر أزمات نصف الكرة الغربي منذ عقود.








0 تعليق