تحولت محمية جبل علبة، الواقعة في نطاق مدينتي حلايب وشلاتين أقصى جنوب محافظة البحر الاحمر البحر الأحمر، إلى واحدة من أبرز مشاهد الطبيعة في مصر خلال مع بدء فصل الشتاء، بعدما اكتست جبالها ووديانها بغطاء نباتي أخضر أعاد الحياة إلى تضاريسها الهادئة، حيث تعد المحمية من أوسع وأغنى المحميات الطبيعية في مصر، وذلك لما تحتويه من تنوع بيولوجي وتاريخي لا يتكرر في أي منطقة أخرى.
ومع هطول الأمطار الشتوية، بدت جبال علبة كلوحة فنية حيّة، تتناثر فيها النباتات البرية والأشجار النادرة التي لا تظهر إلا في هذا الجزء الفريد من مصر، مما جعل المكان قبلة لعشاق الطبيعة البكر ومحبي البيئات الجبلية.
الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئي ومدير محمية الجزر الشمالية أكد أن جبل علبة يمثل كنزًا طبيعيًا وتاريخيًا، حيث تزخر المنطقة بنقوش أثرية تعود لعصور متعددة، من الفرعونية وحتى ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى انتشار نباتات نادرة وطيور وكائنات لا توجد سوى في هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن المحمية تضم قممًا جبليّة يتجاوز ارتفاع بعضها 1500 متر، وتعيش بها قبائل البشارية والعبابدة التي حافظت على عاداتها الأصيلة ومهنتها التقليدية في الرعي.
وأضاف غلاب لـ"الدستور"، أن مشاهد الخضرة التي تكسو الجبال عقب الأمطار تمنح المنطقة طابعًا استثنائيًا، يجعلها مستحقة للانضمام إلى برامج السياحة الشتوية، خاصة لما تتميز به من سحر طبيعي يعكس ثراء البيئة المصرية.
نقيب المرشدين السياحيين: وضع جبل علبة على خريطة السياحة المستدامة يفتح آفاقًا جديدة أمام السياحة
من جانبه قال بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن محمية جبل علبة تُعد موطنًا لعدد كبير من الكائنات البرية النادرة، وتمتاز بتنوع تضاريسها بين الجبال والسهول والوديان، مما يجعلها موقعًا واعدًا للسياحة البيئية وسياحة المغامرات.
ولفت إلى وجود رحلات سياحية تنظم إلى المنطقة لكنها ما تزال محدودة، مشيرًا إلى أن وضع جبل علبة على خريطة السياحة المستدامة قد يفتح آفاقًا جديدة أمام السياحة في جنوب البحر الأحمر، تماشيًا مع التوجه العالمي المتزايد نحو زيارة المحميات الطبيعية، مؤكدًا أن محمية جبل علبة شاهدًا على ثراء الطبيعة المصرية وتنوعها، ونموذجًا فريدًا لمناطق لم تكتشف سياحيًا بعد رغم ما تمتلكه من مقومات تؤهلها لأن تكون واحدة من أهم وجهات السياحة البيئية في المنطقة.
0 تعليق