تحلّ اليوم ذكرى رحيل الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم، ذلك الصوت الاستثنائي الذي خرج من قلب الشارع المصري ليصبح واحدًا من أبرز ملامح الفن الشعبي في الوطن العربي، مسيرة فنية بدأت من محل مكواة بسيط، وانتهت بجماهيرية عريضة وحضور لا تخطئه الأذن، قبل أن يرحل في ديسمبر 2019 مخلفًا وراءه حكايات وذكريات لا تزال تتردد بين الناس حتى اليوم.
تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة شعبان عبد الرحيم
ورغم أن الوفاة المسجّلة رسميًا كانت نتيجة أزمة صحية حادة، فإن إحدى أكثر الروايات التي انتشرت حول الأيام الأخيرة في حياته كانت مرتبطة بحادثة الخروف التي قيل إنها أصابته في منزله، هذه الحكاية لم تأتِ من الفراغ، بل كان مصدرها الأقرب إلى شعبان عبد الرحيم: الشاعر إسلام خليل، شريكه الطويل في مشوار الأغنية الشعبية وصاحب كلمات أغلب أغانيه الشهيرة.
ففي أحد لقاءاته التي يرصدها موقع تحيا مصر بعد رحيل المطرب، خرج خليل ليحكي تفاصيل قال إنه سمعها وعاشها قريبًا من شعبان، وروى كيف كان الفنان محبًا كبيرًا للحيوانات، يحتفظ ببعضها في محيط منزله ويرعاها بنفسه، ومنها خروف كان يعامله كأنه فرد من البيت.
خبطة خروف تسببت في وفاة شعبان عبد الرحيم
وبحسب ما رواه إسلام خليل، فقد عاد شعبان في أحد الأيام من تسجيل أغنية في الاستديو، ونزل ليطمئن على الخروف ويقدم له البرسيم كعادته كل ليلة. وبينما كان يهمّ بالدخول إلى شقته، اندفع الخروف نحوه فجأة من الخلف في حركة غير مقصودة، ما أدى إلى سقوط الفنان على الأرض بقوة.
سارع الحاضرون بنقله إلى المستشفى بعد أن تعرض لإصابة مؤلمة وكسر أثر على قدرته على الحركة، وقضى هناك فترة علاج قبل أن يبدأ في التعافي تدريجيًا، وبرغم غياب أي بيان رسمي يربط هذه الإصابة بوفاته، فإن الرواية ظلت متداولة لأنها صادرة عن الشخص الأقرب إلى مسيرته، ولأنها تتسق مع طبيعة شخصية شعبان التي عرفها الجمهور: بسيطة، عفوية، ومليئة بالود تجاه كل من حوله، حتى الحيوانات.
وفاة شعبان عبد الرحيم
لم يمكث شعبان طويلًا في منزله بعد خروجه من المستشفى؛ إذ جاءه عرض للمشاركة في إحدى حفلات «موسم الرياض» في السعودية. ورغم نصائح الأطباء، أصر على السفر، مؤكدًا أن الوقوف أمام جمهوره حتى لو على كرسي متحرك سيعطيه دفعة من القوة والفرح، بالفعل، صعد إلى المسرح وسط استقبال حافل، وقدّم فقرته بابتسامة دافئة لم يكن يدرك معها أنها قد تكون من آخر إطلالاته على الجمهور.
بعد عودته إلى مصر، دخل شعبان في تدهور صحي مفاجئ، فعاد إلى المستشفى مرة أخرى، وقضى فيها ثلاثة أيام فقط قبل أن يرحل في الثالث من ديسمبر 2019، هكذا انتهت رحلة فنان عاش بقرب الناس ورحل وهو لا يزال في قلوبهم، تاركًا خلفه تاريخًا فنيًا له طابعه المختلف، وصوتًا ظل على مدى عقود يعبر بصدق عن البسطاء وقضاياهم وهمومهم.















0 تعليق