في خضم الاهتمام العالمي المتزايد بطرق مكافحة الشيخوخة وإبطاء تدهور الخلايا، يبدو أن كثيرين يغفلون عن عضو محوري يلعب دوراً أساسياً في تحديد مدى شباب الجسم وحيويته، وهو البنكرياس. فبينما يعتقد البعض أن مظاهر الشيخوخة تنطلق من الدماغ أو القلب، يكشف المتخصصون اليوم أن البنكرياس هو أول الأعضاء التي تتحمل العبء الأكبر من أنماط الحياة الخاطئة، خصوصاً العادات الصباحية المتكررة التي تبدو بريئة لكنها تضعه تحت ضغط مستمر، وتؤدي بمرور الوقت إلى إنهاك قدرته على تنظيم الأيض والتحكم في مستويات السكر في الدم.

1- إفطار غني بالسكر: الانطلاقة الأسوأ لنهار مرهق للبنكرياس

تُعد الأطعمة السكرية من أكثر المسببات التي ترهق البنكرياس منذ الساعات الأولى من الصباح، إذ يؤدي تناول الزبادي المحلى أو الحبوب مع الحليب أو المعجنات والكعك أو الخبز الأبيض والعصائر إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى الغلوكوز في الدم، ما يدفع البنكرياس إلى إفراز دفعات كبيرة من الأنسولين للتعامل مع تلك الزيادة الحادة. هذا المجهود المتكرر يومياً يتسبب بمرور السنوات في إنهاك الخلايا المنتجة للأنسولين، ويزيد خطر الإصابة بمقدمات السكري والسكري. وينصح الخبراء بتبنّي إفطار غني بالبروتين وقليل السكر مثل العجة، الخبز الكامل، الزبادي غير المحلى أو الخضراوات لضمان ثبات مستوى السكر طوال اليوم.

2- الوجبات الخفيفة المتكررة: عملٌ بلا توقف يسرّع الشيخوخة

رغم أن بعض الأنظمة الغذائية تشجع على تناول وجبات صغيرة عدة مرات يومياً، فإن هذا السلوك يُعد مرهقاً للبنكرياس، لأن كل وجبة—even if healthy—تدفعه لإفراز الأنسولين.

 وعندما تكون الفترة بين الوجبات قصيرة، لا يحصل البنكرياس على فرصة للراحة، ما يؤدي تدريجياً إلى إرهاق عام، وزيادة الوزن، واضطراب مستويات السكر. 

وحتى الوجبات الخفيفة الصحية مثل المكسرات أو الموز أو ألواح البروتين قد تصبح مضرة إذا تم تناولها على مدار اليوم. الحل المثالي هو ترك فواصل زمنية من 3 إلى 4 ساعات بين الوجبات، مع الاكتفاء بالماء أو الأعشاب خلال تلك الفترات.

3- القهوة على معدة فارغة: ضغط مبكر على الجهاز الهضمي والبنكرياس

تُعد القهوة جزءاً أساسياً من طقوس الصباح لدى معظم الناس، لكن شربها قبل تناول أي طعام يعرض البنكرياس لضغط إضافي، إذ يزيد الكافيين إفراز أحماض المعدة ويرفع مستوى هرمون الكورتيزول، ما يجعل الجسم في حالة استنفار هرموني دون وجود غذاء فعلي. هذا الاندفاع الهرموني يدفع البنكرياس لإنتاج إنزيمات وهرمونات بشكل غير ضروري، الأمر الذي يتراكم مع الوقت ويستنزف قدرته الطبيعية.

في النهاية، فإن الحفاظ على بنكرياس قوي وسليم لا يعتمد على علاجات معقدة، بل على تعديل بسيط في ثلاث عادات صباحية شائعة لكنها شديدة التأثير على مسار الشيخوخة الداخلية للجسم.