ثلاث عادات صباحية ترهق البنكرياس وتزيد خطر الإصابة بالسكري

يعتقد الكثير من الناس أن مظاهر الشيخوخة أو تدهور الصحة تبدأ من القلب أو الدماغ، لكن الحقيقة أن البنكرياس هو أول الأعضاء التي تتأثر بسبب الضغوط المتراكمة عليه، هذا العضو الصغير يلعب دورًا محوريًا في تنظيم عمليات الأيض، وإفراز الأنسولين، وهضم الطعام، وبالتالي فإن أي إجهاد متكرر قد ينعكس مباشرة على الصحة العامة ويزيد خطر الإصابة بالسكري.

المشكلة الأساسية لا تكمن في “الإساءات الكبيرة” أو السلوكيات النادرة، بل في عادات صباحية شائعة يمارسها ملايين الأشخاص ويظنون أنها غير ضارة، لكنها في الواقع تشكل عبئًا مستمرًا ينهك البنكرياس على المدى الطويل.

العادة الأولى: الإفطار الغني بالسكر

يبدأ الكثيرون يومهم بتناول أطعمة يعتقدون أنها صحية مثل: زبادي محلى، حبوب الإفطار، قطعة كيك، أو كوب من العصير، لكنها من أكثر الخيارات التي تسبب ارتفاعًا سريعًا وحادًا لمستوى الغلوكوز في الدم، فمع كل ارتفاع مفاجئ، يضطر البنكرياس إلى إنتاج كمية كبيرة من الأنسولين للتعامل مع السكر.

هذا الارتفاع الحاد، إذا تكرر يوميًا لسنوات، يجعل خلايا البنكرياس تعمل فوق طاقتها، فينخفض إنتاج الأنسولين تدريجيًا، وترتفع احتمالات الإصابة بمقدمات السكري أو السكري من النوع الثاني.

ومن أجل حماية البنكرياس، يُنصح بالابتعاد عن الإفطار الحلو، واستبداله بوجبات غنية بالبروتين أو متوازنة مثل:

– العجة

– الجبن القريش

– الخبز كامل الحبوب

– الزبادي الطبيعي غير المحلى

– الخضراوات الطازجة

هذه الخيارات تضمن استقرار مستوى السكر وتحافظ على صحة البنكرياس.

العادة الثانية: شرب القهوة على معدة فارغة

القهوة جزء أساسي من طقوس الصباح لدى الكثيرين، لكن تناولها دون طعام قد يكون مشكلة خفية تؤثر على المعدة وعلى البنكرياس معًا. فالكافيين يحفّز إنتاج العصارات المعدية ويرفع مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر.

ارتفاع الكورتيزول يضغط على الجسم بالكامل، ويجبر البنكرياس على إنتاج إنزيمات وهرمونات رغم عدم تناول أي طعام، ما يؤدي إلى إجهاد زائد قد يتراكم بمرور الوقت.

لذلك يُفضّل تناول القهوة بعد وجبة خفيفة أو متوازنة، أو على الأقل بعد شرب كوب من الماء، لمنع ارتفاع الحموضة وتخفيف العبء على البنكرياس.

العادة الثالثة: تناول الوجبات الخفيفة باستمرار

على عكس الاعتقاد الشائع بأن تناول وجبات صغيرة طوال اليوم مفيد للصحة، فإن ذلك مرهق للغاية للبنكرياس. فكل وجبة—even وإن كانت بسيطة—تجبره على إفراز الأنسولين لضبط مستوى السكر.

عندما تكون الفواصل الزمنية بين الوجبات قصيرة، يعمل البنكرياس بلا توقف، ومع الوقت يحدث الإرهاق، وينخفض مستوى الطاقة، ويشعر الشخص بالنعاس وزيادة الشهية والوزن.

حتى الوجبات “الصحية” مثل المكسرات، الموز، أو ألواح البروتين، قد تضر إذا تم تناولها باستمرار. ولذلك يُنصح بترك 3–4 ساعات بين الوجبات، وخلال هذه الفترات يمكن شرب الماء أو شاي الأعشاب أو القهوة السوداء بدون سكر لمنح البنكرياس فرصة للراحة.

لماذا يُعد البنكرياس حساسًا لهذا الحد؟

يقوم البنكرياس بوظيفتين أساسيتين:

إنتاج الإنزيمات الهاضمة المسؤولة عن تحليل الدهون والبروتينات والكربوهيدرات.

تنظيم مستوى السكر في الدم من خلال إفراز الأنسولين والغلوكاغون.