تواصلت اليوم الاثنين، أشغال المؤتمر الدولي حول تجريم الاستعمار في إفريقيا تحت شعار “نحو تصحيح المظالم التاريخية من خلال تجريم الاستعمار”، لليوم الثاني على التوالي، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، بالجزائر العاصمة.
وتوج المؤتمر الدولي باعتماد “إعلان الجزائر”، الذي من شأنه أن يشكل مرجعا قاريا لتسليط الضوء على جرائم الاستعمار والاعتراف بآثارها وإعداد استراتيجية إفريقية للعدالة وجبر الضرر، فيما سيعرض هذا الإعلان على قمة الاتحاد الإفريقي في فيفري 2026 للنظر فيه والمصادقة عليه.
وجاء في إعلان الجزائر
“نحن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي المشارِكة، ورؤساء الوفود، وممثلو مفوضية الاتحاد الإفريقي، بمن فيهم البرلمان الإفريقي، وممثل منطقة “الكاريكوم”، والأكاديميون والخبراء والقانونيون والمؤرخون، المجتمعون في الجزائر يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2025، نؤكد أن مؤتمر الجزائر يشكّل خطوة سياسية بارزة في المسار الإفريقي العام للعدالة والاعتراف التاريخي وجبر الأضرار وسيادة الذاكرة في مواجهة الجرائم المتعددة الأبعاد للاستعمار، انسجاماً كاملاً مع موضوع الاتحاد الإفريقي لعام 2025.
ونستحضر جميع قرارات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، بما في ذلك القرار الذي جاء تحت عنوان “العدالة للأفارقة وللمنحدرين من أصل إفريقي من خلال جبر الضرر” وقرار تصنيف العبودية والترحيل والاستعمار كجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ضد الشعوب الإفريقية وكذلك إعلان أديس أبابا حول الشراكة العابرة للقارات للعدالة الجبرية الصادر عن القمة الثانية الإفريقية-الكاريبية، وإعلان أبوجا لعام 1993، وإعلان وبرنامج عمل ديربان (2001)، وإعلان أكرا لشهر نوفمبر 2023 بشأن إقامة جبهة موحدة للعدالة وجبر الضرر للأفارقة
ونحيي تضحيات جميع الشعوب الإفريقية التي ناضلت باستمرار لاستعادة استقلال بلدانها وسيادتها، ولإعادة الاعتبار للحقيقة والعدالة.
ونعتبر أنه لا يمكن لأي جبر ضرر أن يمحو بالكامل حجم المعاناة، ولا أن يعيد المسارات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي قُطعت، إلا أن هذا المسار يندرج ضمن واجب العدالة والذاكرة والكرامة، وهو أمر غير قابل للانفصال عن السيادة الكاملة لشعوب القارة.
ونعيد التأكيد على التزامنا المشترك بمبادئ الوحدة الإفريقية والعدالة والمساواة والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي المبادئ التي انبثقت مباشرة من النضال ضد الهيمنة الاستعمارية واستعادة السيادة على الموارد الاقتصادية والثقافية والطبيعية للقارة، وعلى كرامة الإنسان الإفريقي
ونؤكد أن هذه المبادئ ما تزال تُوجِّه دفاع القارة عن سيادتها في مواجهة كل أشكال التدخل والضغط الخارجي، ونسجل بقلق بقاء عدد من الأقاليم عبر العالم تحت السيطرة الاستعمارية بما يخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ونؤكد دعمنا الثابت للشعوب التي تواصل نضالها من أجل الحرية وتقرير المصير، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يواجه يومياً فظائع الاحتلال نعتمد “إعلان الجزائر” كتعبير جماعي عن الإرادة الإفريقية لاستعادة الحقيقة التاريخية، وتعزيز العدالة، والمضي قدماً في مسار جبر الأضرار.
ونقرّ بأسف عميق بأن جميع الشعوب الإفريقية عانت، تحت الحكم الاستعماري، من انتهاك حقوقها الأساسية، ومحاولات محو ثقافاتها ولغاتها وهوياتها، ونهب تراثها المادي واللامادي، ونؤكد أن هذه التجربة المشتركة تشكّل رصيداً موحِّداً يجمع الأفارقة في سعيهم نحو الحقيقة والعدالة وجبر الضرر والقضاء على كل بقايا الاستعمار”.








0 تعليق