أكد الدكتور مجدي إسحاق، استشاري طب العائلة الإرشاد النفسي بالقصر العيني، أن حماية الطفل من التحرش داخل المنزل تبدأ من ثلاثة عناصر أساسية يحتاجها كل طفل منذ طفولته المبكرة، وهي أن يكون "مرئيًا"، وأن يكون "مسموعًا"، وأن يكون هناك "آخر حاضر في حياته"، موضحًا أن الصمت العائلي لا يصلح في التربية، مشيرًا إلى أن الطفل يحتاج أن يشعر بأن والديه يريان تفاصيله ويهتمان بها، مثل الفتاة الصغيرة التي تسأل والدتها عن رأيها في فستانها الجديد، فهي تحتاج أن ترى وأن تشعر بأنها جميلة في عيني والديها.

وأضاف إسحاق، خلال حواره ببرنامج “السادسة”، والمذاع عبر فضائية “الحياة” أن الطفل يحتاج أن يكون مسموعًا، وأن يجد من يصغي إليه دون انشغال عنه بالهواتف أو غيرها، كما يحتاج إلى وجود شخص قريب منه يشعره بالأمان، بحيث يجد دائمًا من يلجأ إليه، مؤكدًا أنه لو تم توفير هذه المبادئ الثلاثة داخل كل بيت منذ البداية، لما وقع الأبناء ضحية للخداع أو الاستغلال أو التأثير على عقولهم، لأن الطفل الذي يشعر باهتمام والديه سيحكي لهما كل شيء، خاصة الأم التي تكون غالبًا الأقرب من الطفل، بينما يكون الأب هو البديل في حال غياب الأم.

الأم التي تستمع جيدًا لطفلها تساعد في اكتشاف أي مشكلة مبكرًا

وأشار إلى أن نشر هذا الوعي داخل البيوت مسألة مهمة، موضحًا أن الطفل عندما يعود إلى المنزل يختبر والديه من خلال محاولته الحديث معهم، فإذا وجد الإصغاء والمساحة الكافية للحوار، يبدأ في فتح الحديث أكثر، وفي سياق الكلام قد يكشف عن تصرفات أو مواقف خاطئة تستدعي الانتباه، مؤكدًا أن الأم التي تستمع جيدًا لطفلها تلاحظ تصرفات أو كلمات غير معتادة، وتلتقط إشارات القلق أو الخوف، الأمر الذي يساعد في اكتشاف أي مشكلة مبكرًا.